للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآية السابقة تصديقا لما قاله له رسول الله صلى الله عليه وسلم فإبراهيم لما منعه النمروذ من الطعام، أعطاه الله طعاما أحسن من طعام النمروذ، يظهر الله لعباده عجز الناس وقدرته وأنه هو الرزاق لا سواه، وفى وقتنا هذا نرى أشباها للنمروذ في بعض الحكام يمنعون الوظيفة لطلب العيش عمن لا يوافقونهم على سياستهم التي يسوسون بها البلاد، فهم نمارذة هذا الزمان، وسيلقون ما لقيه سلفهم.

إن النمروذ أنكر وجود الله، وأنكر أن يكون ثم إله غيره، وأنه بيده رزق الناس، فمن أقر بألوهيته أعطاه ومن أنكرها منعه، كما أنكر هذا بعده (فرعون) وادعى جهلا وغرورا مثل ما ادعاه النمروذ قبله، وقال لمن حوله (ما علمت لكم من إله غيري) فكانت عاقبة هذين الطاغيتين الموت على أسوإ حالة من حالات الموت، ففرعون مات عريقا في البحر ولم تنفعه تلك القوة التي كان يدعيها، وبقيت وفاته عبرة لن جاؤوا بعده لو كانوا يعتبرون بدروس الماضي التي قضت على الجبابرة.

أما النمروذ فقد سلط الله عليه أضعف مخلوقاته وهو البعوض فقد سلطه الله عليه وعلى مصدر قوته وهو الجند فبعث الله عليهم شيئا عظيما من جنده - البعوض - كما ذكر المفسرون فأكل لحومهم وشرب دماؤهم وتركهم عظاما مجردة، أما طاغيتهم فقد دخلت واحدة فقط من ذلك البعوض - جند الله - منخره

<<  <   >  >>