- تعالى - وتدبيره على تحصيل ما يريد من جلب الخير والمنفعة له، والاستعانة بقدرته على دفع ما يضر به وبمصالحه، وفي مقابل هذه العقيدة الصحيحة يخضع لقدرته ويراه أهلا للطاعة والعبادة، والخوف من غضبه وسطوته وانتقامه ممن عصاه وكفر به.
ولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في ((مكة)) المكرمة ونشأ بها في وسط قوم مشركين بالله، يعبدون الأوثان والأحجار، ويعتقدون فيها أنها شريكة لله في الألوهية والعبادة، وأن عبادتها تقربهم إلى الله وتضر من لم يعبدها، وتنقع من عبدها، إذ قالوا ((ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) سورة الزمر الآية ٣.
وهذه هي عقيدة المشركين من قبل في آلهتهم، كما قال أصحاب رسول الله ((هود)) عليه السلام رسولهم هذا (قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن (٥٣) ان نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون (٥٤) من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون) (٥٥) سورة هود، هذه هي عقيدة المشركين في آلهتهم وهي عقيدة ساذجة، لا تفكير فيها، حيث اعتقدوا أنها تنفع وتضر، فلو فكر المشركون - قليلا - في آلهتهم لما قالوا فيها ما قالوه عن عقيدة، تدل على الجهل والغباوة وقصر النظر فكيف تستطيع الحجارة أو غيرها أن، تلحق السوء والضر بمن لا يؤمن بها.