من أجل إبطال هذه العقيدة الفاسدة جاءت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم من الله إله العالمين لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمره بتبليغها - إذ هي رسالة التوحيد - إلى هؤلاء المشركين وإلى غيرهم، فرسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة إلى الناس كلهم وهي مستمرة على عمومها إلى قيام الساعة وانقضاء الدنيا. كما قال الله فيها وفيه ((وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون))، سورة سبأ - الآية ٢٨ وقال ((قل يا أبها الناس إني رسول الله إليكم جميعا))، سورة الأعراف - الآية ١٥٨.
وليس من الهين على أناس ألفوا عقيدة ولو كانت باطلة ومجانبة للحق والعقل أن يقلعوا عنها بادئ ذي بدء من غير حوار ومجابهة مرات ومرات فكان في المبلغين من آمن بها وقبلها وأقبل عليها وتذوقها وسعى في نقلها إلى أهله وعشيرته وجيرانه ومن له صلة به، بل ودافع عنها وعادى من أجلها وحارب لنصرتها حسب إيمانه فكان الذين أقبلوا على الدعوة المحمدية في أول الأمر قليلين، لكنهم أخذوا في الزيادة بالرغم مما تجده الدعوة والدعاة في سبيلهما من المقاومة الشديدة والحاقدة عليها وعليهم، لكنها كانت تستند إلى قوة عقيدة الدعاة، فهانت عليهم أرواحهم وأموالهم وأهلهم في سبيل نشرها وتأييدها والدفاع عنها، وهذا ما جعلها تتقوى شيئا فشيئا رغم كل ما ذكر.