للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمقاطعة والحصار، فقد كتبوا ما اتفقوا عليه - كما سلف - في معاهدتهم تلك، وأطلقوا عليها اسم (حلف الصحيفة) وتواثقوا على ما فيها فكتبوها وعلقوها في جوف الكعبة فعلوا هذا توكيدا للعهد والحلف وانحازت بنو هاشم، وبنو عبد الطلب - وهم بنو عبد مناف - إلى أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وكافله في صغره، ودخلوا معه في شعبه وانضموا إليه وخرج عن جمعهم هذا أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم ودخل مع قريش في حلفها ولم يدخل مع بني هاشم عشيرته وأهله كما مر قريبا، وظاهر قريشا وهذا من تأثير العقيدة وإن كانت باطلة.

قال ابن إسحاق، وحدثني حسين بن عبد الله أن أبا لهب لقي هندا بنت عتبة بن ربيعة - زوج أبي سفيان ابن حرب - حين ترك قومه وانحاز إلى قريش في حلفهم فقال لها يا بنت عتبة هل نصرت اللات والعزى وفارقت من فارقهما وظاهر عليهما؟؟ قالت نعم فجزاك الله خيرا يا أبا عتبة.

وقال ابن إسحاق أيضا، وحدثت أنه كان يقول في بعض ما يقول يعدنى محمد أشياء لا أراها، يزعم أنها كائنة بعد الموت، فماذا وضع في يدي بعد ذلك؟ ثم ينفخ في يديه ثم يقول - مخاطبا يديه - تبا لكما ما أرى فيكما شيئا مما يقول محمد، فأنزل الله فيه (تبت يدا أبي لهب وتب) وفي كلامه هذا سخرية

<<  <   >  >>