واستهزاء بما يعده به الرسول صلى الله عليه وسلم من الجنة وغيرها، وهذا الوعد من الله، وعد به المؤمنين.
وكان في المشركين من لم يرض بهذا الحصار من قريش على بني عبد مناف فكان يحمل الجمل بالطعام ويأتي به في الليل حيث لا يراه أحد من قريش، وينزع عن البعير خطامه ويرسله عند مدخل الشعب فيذهب البعير وحده ويقف أمام المحاصرين فيقولون أخذ حمولته فينزلونها عن البعير ثم يرسلونه من حيث جاء فيعود إلى صاحبه، بعد أن أفرغت عنه حمولته وهذا دليل على أن في المشركين من كان غير راض بفعل قومه قساة القلوب متحجري الأكباد حيث منعوا الطعام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أسرته المؤمنة بالله ورسوله.
ثم جاءت عناية الله ورعايته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مدة طويلة مرت عليه وهو في الحصار المضروب عليه من قبل المشركين جاءت بما لم يخطر على بال، فقد أرسل الله حشرة صغيره قضت على ذلك الحلف الجائر، المكتوب في السنة المعلقة في الكعبة، والذي أريد به تجويع الرسول وأهله والمؤمنين معه، حتى يسلموه لأعداء الله وأعداء الحق والدين، مقابل ملء البطون الجائعة، وما دروا أن ملء العقل وشحنه بالعقيدة الصحيحة المبنية على ما يحبه الله ويرضى به خير وأولى وأصلح بالعقل من كل شيء سواه، فهذا أولى وأجدى من ملء البطون وفراغ العقول.