للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصلتْ إليكم مَعْشَرَ الأمَّةِ رسالة من أبيكُم إبراهيمَ مع نبيِّكم محمد عليهما السلام، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيتُ ليلةَ أسري بي (١) إبراهيمَ، فقال: يا محمد، أقرئ أمَّتَك مني السَّلامَ وأخبرْهُم أن الجنةَ عَذبةُ الماءِ، طيبةُ التربةِ، وأنها قِيعانٌ، وأن غِراسَها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" (٢).

وخرَّج النسائي، والترمذي، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "من قال سبحانَ الله العظيم وبحمده، غُرِسَتْ له نَخْلَةٌ في الجنة" (٣). وخرَّج ابنُ ماجه، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه مرفوعًا: "مَنْ قال (٤) سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، يُغرسُ لك بكل واحدةٍ شجرة في الجنة" (٥). وخرَّجه الطبراني (٦) من حديث ابن عباس مرفوعًا. وخرجه ابنُ أبي الدنيا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "مَن قال سبحانَ الله العظيم بني له بُرجٌ في الجنة". ورُوي موقوفًا (٧).

وعن الحسن (٨)، قال: الملائكةُ يعمَلُون لبنِي آدمَ في الجِنان يَغرِسُونَ وَيبْنُونَ، فربَّما أمسَكُوا، فيقالُ لهم: [ما لكم] (٩) قد أمسكتم؟ فيقولون: حتى تأتِينا النفقات. وقال الحسن: فابعثوهم (١٠)، بأبي أنتم وأمي على العمل (١١). وقال بعضُ السلف:


(١) زاد في نسخة آ: "أبي إبراهيم".
(٢) أخرجه الترمذي رقم (٣٤٥٨) في الدعوات، باب رقم (٦٠)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وحسنه، وهو كما قال. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٨٢٧).
(٣) أخرجه الترمذي رقم (٣٤٦٠) و (٣٤٦١) في الدعوات، باب رقم (٦١)، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير، عن جابر. ورواه المنذري في "الترغيب والترهيب" ٢/ ٤٢٢ وقال: رواه الترمذي وحسنه، واللفظ له والنسائي، إلا أنه قال: غرست له شجرة في الجنة، وابن حبان في صحيحه، والحكم في موضعين بإسنادين (١/ ٥٠١، ٥١٢)، قال في أحدهما: على شرط مسلم، وقال في الأخرى: على شرط البخاري.
(٤) عبارة "من قال" لم ترد في آ، ش، ع. وفي سنن ابن ماجه: "قل".
(٥) رواه ابن ماجه رقم (٣٨٠٧) في الآدب، باب فضل التسبيح.
(٦) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ٩١، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ غُرس له بكل واحدة منهن شجرة في الجنة". رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثوقون.
(٧) في آ، ش: "مرفوعا".
(٨) إذا أطلق الحسن، فالحسن البصري التابعي.
(٩) زيادة من نسخة (آ).
(١٠) في ع، ط وهامش ب: "فأتعبوهم".
(١١) في آ، ع: "بالعمل"، وفي ش "في العمل".

<<  <   >  >>