أرواحُ القَبُولِ تَفُوحُ مِنَ المقبُولينَ، وأنوارُ الوُصُولِ تَلوحُ على الواصِلينَ.
تفوحُ أرواحُ نَجْدٍ مِن ثيابهم … عندَ القُدُوم لِقُرْب العَهْدِ بالدّارِ
أَهْفُو إلى الرَّكْب تَعْلُو لي ركائبُهُم … مِنَ الحِمَى في أُسَيْحاقٍ وأَطْمارِ (١)
يا راكبانِ قِفا لِي واقْضِيَا وَطَرِي … وحَدِّثانيَ عن نَجْدٍ بأخْبارِ
[أهلًا وسهلًا بزوَّار الحبيب ويا … طُوبَى لكُمْ فَلأنْتُم خَيْرُ زُوّارِ
يا مَرْحبًا بالقريبِ العَهْدِ من جُدُرِ الـ … ـبيتِ العتيقِ وتقبيلٍ لأحجارِ
بشراكُمُ نِلْتُمُ الفَوْزَ العظيمَ وَعُدْ … تُمْ ظافرين بآمال وأَوْطارِ
قد قلْتُ للرَّكْبِ إذْ لاحَتْ أوائلهم … كأنجمٍ زهرَتْ حسنًا وأقمارِ
مِن نظرةِ القُرْبِ قد لاحَتْ مترجمة … على وجوههمُ آثار أنوارِ
مِن الكآبةِ قد عُوفُوا كما حُفِظُوا … في ذلك القصدِ مِن وَعْثاء أسفارِ
كيف نجادٌ وهل جادَتْ مرابعه … جود السَّحاب بتهتانٍ ومِدْرارِ
قَنعْتُ مِن رؤيةِ الأحباب معجزةً … بطيب ذِكْرٍ ونِشْدَانٍ لأخبارِ
بالله كيفَ حِمَى سَلْعٍ … ومنعرَجِ اللِّوى ومَا فيه مِن طَلْحٍ وأشجارِ
وأَبْرَقِ الجذْع والأعلام من إضَمٍ … والمأزِمَانِ سقاها الله من دارِ
كيف الرِّياضُ بأكنافِ العقيق وهَلْ … أَمَالَ باناتها ريحُ الصَّبا السَّاري
وهل نزلتُمْ على وادي العروس … وَرَويتُمْ بهِ العِيسَ في وِردٍ وإصدارِ
لله أنتُمْ وقَدْ لاحَتْ قِبابُ قُبا … عند الصَّباحِ لقصَّادٍ وزُوَّارِ
وهل رأيتُم عَروسَ الكون سافرةً … تُجلَى بأعينِ جُلَّاسٍ وحُضَّارِ
قد أبرزت لمحبِّيها محاسنَها … لطفًا بتشهير أذيالٍ وأستارِ
ما اختارت … الملوك … إلَّا حفاظًا لأحداقٍ وأبصارِ
لولاهُ ما كادَتِ الأبْصَارُ تبصِرُهُ … خوفًا على العين من … أنوارِ
والعاشقون حواليها لِذِي وَلَهٍ … يهزهم مزعجا وَجْدٍ وتِذْكارِ
(١) في ش: "من أخلاق وأطمار". والأطمار: جمع طِمْر، وهو الثوب الخلَق، ومثلها "أسيحاق".