للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروي "ضَيْح" بالضاد المعجمة والياءِ آخر الحروف، هو اللبن الخاثِر الممزوج بالماء.

ورَوَى أبو الشيخ الأصبهاني بإسناده عن علي، قال: إن وافق ليلةَ القدْرِ وهو يأكُلُ، أورثه داءً لا يفارِقُهُ حتَّى يموتَ. وخزجه من طريقه أبو موسى المديني. وكأنَّهُ يريد: إذا وافق دخولُها أكلَه، والله أعلم.

ومنها: اغتسالُهُ - صلى الله عليه وسلم - بين العشاءَين، وقد تقدَّم من حديث عائشةَ: "واغتسَلَ بين الأذانين". والمراد: أذانُ المغرب والعشاء.

وروي من حديثِ علي أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسِلُ بين العشاءَيْن كُلَّ ليلةٍ، يعني من العشْرِ الأواخر. وفي إسناده ضعفٌ. ورُوي عن حذيفَةَ أنَّه قام مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً مِن رمضانَ، فاغتسَلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وسَتَرَهُ حُذَيْفَةُ، وبقيَتْ فضلةٌ فاغتسَلَ بها حُذَيْفَةُ وسَتَرَهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. خرَّجه ابنُ أبي عاصمٍ.

وفي روايةٍ أخرى عن حذيفَةَ، قال: قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلةٍ مِن رمضانَ في حُجْرَةٍ مِن جَريد النَّخل، فصَبَّ عليه دَلْوًا من ماءٍ. وقال ابنُ جريرة كانوا يستحبون أن يغتسِلوا كُلَّ ليلةٍ من ليالي العشْرِ الأواخر. وكان النَّخعيُّ يغتسِلُ في العَشْرِ كُلَّ ليلةٍ. ومنهم من كان يغتسِلُ ويتطيَّبُ في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر، فأمر زِرّ بن حُبَيْش بالاغتسال ليلةَ سبعٍ وعشرين من رمضانَ. وروي عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه أنه إذا كان ليلةُ أربعٍ وعشرين (١) اغتسَلَ وتطيَّب ولبس حُلَّةً إزارًا ورداء، فإذا أصبَحَ طواهما فلم يلبَسْهُما إلى مثلها من قابل.

وكان أيوب السَّختياني يغتسِلُ ليلةَ ثلاثٍ وعشرين وأربعٍ وعشرين، ويلبَسُ ثوبين جديدين، ويستجمرُ ويقولُ: ليلة ثلاثٍ وعشرين هي ليلةُ أهلِ المدينة، والتي تليها ليلتُنا، يعني البصريين. وقال حمَّاد بنُ سَلَمة: كان ثابت البُناني (٢)، وحميدٌ الطويل (٣)


(١) في ع: "أربع وعشرين من رمضان".
(٢) ثابت بن أسلم البناني، أبو محمد البصري، الإِمام القدوة، من أئمة العلم والعمل، ثقة، عابد، ولد في خلافة معاوية، ومات نحو سنة ١٢٧ هـ، وله ست وثمانون سنة.
(٣) حُمَيد بن أبي حُمَيد الطويل، أبو عبيدة البصري، اختلف في اسم أبيه على نحو عشرة أقوال، أشهرها تيْرويه، ثقة، مدلس، مات نحو سنة ١٤٣ هـ.

<<  <   >  >>