للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقالٌ، عن أنسٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يهبِطُ إله إلى السماء الدنيا عشيَّة عرفة، ثم يباهي بكم (١) الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شعثًا مِن كُلِّ فَجٍّ عميقٍ، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبهم كعدد الرَّمْل لغفرْتُها؛ أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم فيه" (٢).

وخرَّجه البزار (٣) في "مسنده" بمعناه، من حديث مجاهدٍ عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: لا نعلم له طريقًا أحسَنَ من هذا الطريق. وخرَّجه الطبراني وغيرُه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مختصرًا. ورويناه من طريق الوليد بن مسلم، قال: أخبرني أبو بكر بن أبي مريم، عن الأشياخ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ يدنو إلى السَّماء الدنيا عشيَّةَ غرَفَة، فيُقْبِلُ على ملائكته، فيقول: ألا إنَّ لكُلِّ وفدٍ جائزةً، وهؤلاء وفدي شُعْثًا غُبرًا، أعطوهم ما سألوا، وأخلِفوا لهم ما أنفقوا. حتى إذا كان عند غروب الشمس أقبَلَ عليهم، فقال: ألا إنِّي قد وَهَبْتُ مسيئَكم لمحسنكم، وأعطيتُ محسنَكُم ما سأل، أفيضُوا بسم الله".

وروى إبراهيم بنُ الحكم بن أبان، حدثنا أي، حدثنا فَرْقَد، قال: إنَّ أبواب السماء تفتح كُلِّ ليلةٍ ثلاث مرات، وفي ليلة الجمعة سبع مرات، وفي ليلة عرفة تسع مرات. وروينا من طريق نُفيْع (٤) أبي داود، عن ابن عمر مرفوعًا وموقوفًا: "إذا كان عشية يوم غرفة لم يبقَ أحدٌ في قلبه مثقال ذرَّةٍ منٍ إيمانٍ إلَّا غُفِر له. قيل له: أللمُعَرَّفِ (٥) خاصَّةً أم للناس عامَّةً؟ قال: بل للناس عامَّةً".

وخرَّج مالك في "الموطأ" (٦) من مراسيل طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما رؤي الشيطانُ يومًا هو فيه أَصْغَرُ، ولا أَدْحَرُ ولا أَحْقَرُ، ولا أغيَظُ


(١) في آ، ع: "بهم".
(٢) أخرجه الهندي في "كنز العمال" ٥/ ٧١ - ٧٢ وعزاه إلى ابن عساكر، في حديث أنس.
(٣) انظر "كنز العمال" ٥/ ٧١.
(٤) في ش، ع: "نفيع بن أبي داود". وهو نُفَيع بن الحارث، أبو داود الأعمى، مشهور بكنيته، كوفي، ويقال له: نافع، متروك، وقد كذبه ابن معين. (التقريب ٢/ ٣٠٦).
(٥) المُعَرَّف: أي الموقف بعرفات، وعرَّف القوم: وقفوا بعرفة.
(٦) الموطأ - مرسلًا - ١/ ٤٢٢ في الحج: باب جامع الحج، قال الزرقاني في "شرح الموطأ": وصله الحاكم في المستدرك عن أبي الدرداء. والدَّحْر: الطرد والإبعاد.

<<  <   >  >>