للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانت فاطمة قد شرعت في "صحيح البخاري" فكتبت منه مقدار النصف، ثم حصل لها نفاس وأعقبها مرض أشرفت فيه على الموت مرات حتى أن كثيرًا من الأعيان كانون يتهيئون لتشييع جنازتها، ثم نقهت من ذلك، فأكملت الصحيح، فلما فرغت شرعت في تحصيل الورق وغيره لكتابة "صحيح مسلم"، فتوفيت قبل شروعها في الكتابة، وذلك بعد فراغها من "صحيح البخاري" بنحو شهر.

وحكى والدها أنها كانت في أثناء مرضها تتأسف على عدم تكميل البخاري، وتود لو عاشت إلى أن تكمله، ثم تموت، فكان ذلك، وصبر والدها واحتسبها عند الله (١).

وذكر الذهبي أنه احتسب عدة أولاد درجوا، ذكر منهم محمدًا وفاطمة (٢)، وأشار ابن فضل الله العمري إلى أنَّ أولاده توفوا كلّهم في حياته (٣)، ولم نقف في كتب التراجم على أحد من ذريته، مما يدل على صحة ما ذكره ابن فضل الله العمري.

[وفاته]

كان الشيخ علم الدين قد مرض في سنواته الأخيرة، ثم قصد الحج مرة سادسة سنة ٧٣٩ هـ عقيب هذا المرض، فعاوده بدرب الحجاز، ودخل المدينة النبوية محمولًا لمرضه. ثم أحرم فتوفي بخُلَيْص بكرة الأحد رابع ذي الحجة من السنة، فعُزِمَ على نقله ودفنه بمكة، فحصل خلاف بين الفقهاء والحجاج في هذه السنة، وكانوا جماعة من شيوخ المذاهب، في جواز النقل،


(١) مالك الأبصار، لابن فضل الله العمري ٥/ ٥٥٠ (١١٣).
(٢) ذيل سير أعلام النبلاء ٣٦١.
(٣) مالك الأبصار ٥/ ٥٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>