للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سنة ثلاث وتسعين وستِّ مئة

المُحَرَّم

١٦١٦ - في أوائلِ هذه السَّنة أو في آخر التي قَبْلها تُوفِّي ببغدادَ الشَّيخُ الجليلُ العَدْلُ مكينُ الدِّين أبو القاسم عبدُ الحميد (١) بنُ أحمدَ بنِ مُحمد بن أحمدَ بن فارس بن راضي ابن الزَّجّاج العَلْثيُّ البَغْداديُّ الحَنْبليُّ.

وكان رجُلًا صالحًا، دائِمَ الذِّكْر، كثيرَ التِّلاوة، مُلازِمًا لقيامِ اللَّيل، مليحَ المُحاضرة، شديدًا في إنكارِ المُنْكر، من أعيان عُدُول بَغْداد.

سَمِعَ من ابن القَطِيعيّ، وابن رُوْزْبة، وابن بَهْروز، وابن اللَّتِّي، والحَسَن بن الأمير السَّيِّد، والأنجب الحَمّاميّ، وابن السَّبّاك، وابن القُبَّيْطيّ، وابن الخازن، والكاشْغَريّ، وغيرهم. وأجازَهُ أحمد بن صِرْما، وجماعةٌ.

ومَولدُه ليلة الجُمُعة العشرين من جُمادى الآخرة سنة عشرين وستِّ مئة ببغداد بالمأمونية.

قَدِمَ علينا دمشق حاجًّا في أوائل شَوّال سنة أربع وثمانين وستِّ مئة، فسمعتُ عليه "المئة الشريحية"، و"جزء ابن العالي"، و"جُزء البانياسي"، والأول من "فوائد ابن البَخْتَري"، والأول من "مَشْيخة ابن الخَل". ولما رجع من الحج سمعتُ عليه الثاني من "حديث البِرْتي"، و"أخبار عُمر بن عبد العزيز" للآجُرّي، و"مَجْلس ابن مَخْلَد" ثم اجتمعتُ به في آخر سنة ثمانٍ وثمانين وستِّ مئة بالمدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصَّلاة والسَّلام، فقرأتُ عليه "المئة الشُّريحية"، وكان يروي "البُخاري" كاملًا عن ابن القَطِيعي، وابن رُوْزْبة، رَحِمه الله تعالى.


(١) ترجمته في: تاريخ ابن الجزري ١/ الورقة ١٥١ (باريس)، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٧٦٩. وتقدمت ترجمة أخيه عبد الرحيم في وفيات سنة ٦٨٥ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>