للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ذو القَعْدة

• - في يوم الأحد مُسْتَهلّ ذي القَعْدة وَصلَ الأميرُ عزُّ الدِّين البَغْداديُّ ومَن معَهُ إلى دمشقَ لأجل تَحْليف النّائبِ بها والأُمراء للسُّلْطان الملك المُظَفَّر رُكْن الدِّين بَيْبَرس المَنْصوريّ، المَعْروف بالجاشْنَكير، واجتمعَ الأُمراءُ والقُضاةُ عندَ نائبِ السَّلْطنة بالقَصْر يوم الاثنين ثاني الشَّهْر، فحلفَ الأمراءُ.

وقُرئ عليهم كتاب السُّلْطان الملك النّاصر ابن الملك المَنْصور من الكَرَك إلى نائبِ السَّلْطنة بدمشق، يتضمَّن أنّهُ صَحِبَ النّاسَ مدّة عَشْر سنين لم يؤذ أحدًا، ولا خَرَّبَ بيتَ أحد، وأنه اختارَ الانقطاع والعُزْلة بالكَرَك، وفيه كَلامٌ حَسَنٌ. فقُرئ هذا الكتاب قبل الحَلف، فبكَى جَماعةٌ من الحاضرين، وشُرِعَ من ظُهْر الاثنين ثاني ذي القَعْدة في دقّ البَشَائر بالقَلْعة وفي تزيين الأسواق.

وبَلَغَنا أنّه جُعِلَ الأمير سَيْفُ الدِّين بُرْلُغي مكانَ الأمير رُكْن الدِّين الذي تولَّى السَّلْطنة، وجُعِلَ مكانَ بُرْلُغي الأمير سَيْف الدِّين بُتْخاص، وجُعِلَ مكانَ بُتْخاص الأمير جَمال الدِّين آقوش النّائب كانَ بالكَرَك، وحَضَرَ نائب السَّلْطنة بدمشقَ يوم الجُمُعة سادس ذي القَعْدة، إلى مَقْصورة الخَطابة لسماع الخُطْبة، فخطب الخَطيب للسُّلْطان الملك المُظَفَّر رُكْن الدِّين المَذْكور، واستمرَّت الزِّينة في البَلَد جُمُعة ثم رُفِعَت (١).

• - ووَصلَت خِلْعة نائبِ السَّلْطنة وتقليدِه، وخُلِعَ على مَن جَرَت العادة بالخَلْع عليه من الأُمراء، والمُقَدَّمين والمُتَعَمِّمِين، ولَبِسَ الجميعُ يوم الخَمِيس تاسع عَشَر ذي القَعْدة، واجتمعوا بالقَصْر لسماع تَقْليد نائبِ السَّلْطنة، قرأه على النّاس القاضي مُحيي الدِّين صاحب دِيوان الإنشاء، وصَلَّى النّاسُ


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٤٢ - ١٤٣، وذيل العبر، ص ٤١، والبداية والنهاية ١٦/ ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>