للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الطبعة السابقة]

طبع الصديق الأستاذ الدكتور عمر عبد السلام تدمري هذا الكتاب سنة ١٤٢٧ هـ / ٢٠٠٦ م ونشرته المكتبة العصرية بصيدا في أربعة مجلدات من غير فهارس، فجاء النص مشحونًا بالتصحيف والتحريف والسَّقَط، مما أفسده وأذهب جهد محققه أدراج الرياح.

ولعل من أوكد الأسباب التي أدت إلى فساد النص هو عدم قدرة الدكتور على قراءة النص قراءة سليمة، ربما لفساد النسخة أو الصورة التي حصل عليها، فضلًا عن تعجله وعدم مراجعة النص ومقابلته مقابلة جيدة، وعنايته بحشد المصادر لكل حادثة وترجمة من غير استفادة منها في تقويم النص وفهمه، مع أن بعض الأخطاء لا يمكن إحالتها على سبب من الأسباب سوى العجلة وقلة العناية.

إنَّ من المحزن أن يبذل الإنسان جهدًا كبيرًا في إخراج نصٍّ معين، ثم يخرج النص وقد تصحف وتحرّف إلى حد أصبحت الاستفادة منه قليلة أو منعدمة.

إنَّ الإتقان في العمل وتدقيقه أكثر من مرة يقلل الأخطاء، وقديمًا قالوا: رحم الله امرءًا كثر صوابه وقل خطؤه، فالبشر غير معصوم عن الخطأ، فالأخطاء القليلة مغفورة للمحقق الجيد، وإنما يجيء العمل جيدًا حينما تكون خبرة المحقق بموضوعه متميزة، وعملُه متقنًا قد بذل فيه ما يستحق من العناية والتدقيق والتدنيق.

ومشكلة هذا النص أنَّ نسخته فريدة، إذا استثنينا الطبعة الموجودة في ليدن، وتحقيق مثل هذه النصوص الفريدة تكتنفه الكثير من الصعوبات، وآية ذلك أن وصول أكثر من نسخة للنص والمقابلة بينها وإثبات الاختلافات يوفّر للمحقق إمكانية الترجيح بين النسخ وصولًا إلى الصواب بناءً على عواضد معروفة في علم تحقيق المخطوطات.

<<  <  ج: ص:  >  >>