للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

في آخر سنة ثلاثين على ابن الزَّبِيدي سَمَاعًا، لم يَذْكر سَيْفَ الدِّين ابن المَجْد كاتب السَّماع أنه حُضُور. وسَمِعَ أيضًا من النّاصِح ابن الحَنْبلي، وجَعْفر الهَمْدانيّ، وسالم بن صَصْرَى، وجماعة غيرهم.

وخَرّجتُ له "مشيخةً" عن نَحْو عِشْرين شيْخًا، وتَفَرَّد بالسَّماع من شيخين: النّاصح وسالم المَذْكورين. وله إجازةُ ابن القَطِيعيِّ، وابن رُوْزْبَة، وابن بَهْروز، وعبد الواحد بن نزار الحَمّال، وياسمين بنت البَيْطار، وجماعةٍ من أصحاب ابن البَطِّي وشُهْدَة، وغيرِهما.

وكانَ شيخًا صالحًا، حجَّ ثلاث مرّات، وله عِبادةٌ، وكانَ كثيرَ الصَّلاة والدُّعاء، وعَمِيَ، وثَقُلَ سمْعُه وضَعُفَ، ومع ذلكَ كانَ يَمْشي إلى حُضُور الجماعة ومَجَالس الحَديث، وكانَ يُنْصِتُ إلى ما يُقرأ عليه ويَفْهم، ويسأل عمّا لا يَعْرفه، ويُكثِر الصَّلاةَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وله هِمّةٌ ونَهْضةٌ في أمر دينِه ودُنياه، وشَهِدَ جنازتَه خَلْقٌ كثيرُ لكِبَر سِنِّه وديانتِه ورِوايتِه للحَديث النَّبوي، وموتُه في آخر جُمُعة من شَهْر رَمَضان. وأثنَى النّاسُ عليه، وحَدَّثَ في حياةِ والدِه، وكَتَبَ في الإجازاتِ في سنة ثلاثٍ وستِّين وست مئة.

شَوّال

٤٠٩٠ - في ليلة الأحد ليلة عِيد الفِطْر مُسْتَهلّ شوّال تُوفِّي زَيْنُ الدِّين أبو بكر (١) ابنُ الشَّيخ الفقيه العَدْل نَجِيب الدِّين عامر بن أبي بَكْر بن شَرِيط الحَوّاريُّ (٢)، ثم الدِّمشقيُّ، وصُلِّي عليه ظُهْر يوم العيد المَذْكور بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقبَرة الصُّوفية عند والديه.


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وذكره الذهبي في مواليد سنة ٦٤٨ هـ (تاريخ الإسلام ١٤/ ٦١٣).
(٢) لعله منسوب إلى حَوّار، بالفتح وتشديد الواو، كورة بحلب بين عزاز والجومة، أو إلى حَوّار من قرى منبج (وينظر: معجم البلدان ٢/ ٣١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>