للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخيف عليه من الحر فغسل ودفن بملابس إحرامه، ولم يستر رأسه ليبعث ملبيًا، وصُلِّي عليه بمخيم الحاج، ودفن إلى جانب البرج بخلَيْص، ووصل خبره إلى الديار المصرية، ثم إلى دمشق في خامس المحرم سنة أربعين، وصُلِّي عليه صلاة الغائب بالبلاد، وحزن عليه رفاقه، ولا سيما رفيقه الأثير جمال الدين المزي، فقد بكى عليه غير مرة، ورثاه الشعراء، ومنها مرثية ميمية رائقة لابن فضل الله العمري ذكرها في كتابه "مسالك الأبصار"، ونقلها الصلاح الصفدي في "أعيان العصر" مطلعها:

تراهم بالذي ألقاهُ قد علموا … شَطَّ المزارُ وبانَ البانُ والعَلَمُ (١)

وقد وقف كتبه بدار الحديث السيفية، وبدار الحديث القوصية، وفي الجامع وغيره، وعلى كراسي الحديث (٢)، وتَصَدَّق بثلث ماله (٣).

[منزلته العلمية]

[أ - مؤلفاته]

عُنِيَ البِرْزالي بالسماع على مشايخ عصره، واستغرق ذلك معظم حياته، ولذلك كان مضطرًا لنسخ عدد ضخم من الأجزاء والكتب المطولة لإثبات سماعاته عليها، وتدوين طباق السماع على الأجزاء والكتب الأخرى التي لم ينسخها، ولذلك تحصلت له مجموعة كبيرة من كتب العلم، وقد أشار الذهبي إلى أنه "كتب بخطه الصحيح المليح كثيرًا" (٤)، وذكر السبكي أنّ


(١) مالك الأبصار ٥/ ٣٤٥ (٤٧)، وذيل سير أعلام النبلاء ٣٦١، واْعيان العصر ٤/ ٥٠، ٥٢ - ٥٤، والبداية والنهاية ١٦/ ٢٨٨، ومعجم شيوخ السبكي ٣٢١.
(٢) البداية والنهاية ١٦/ ٢٨٨.
(٣) مالك الأبصار ٥/ ٣٤٤.
(٤) ذيل السير ٣٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>