للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شَهْر شَعْبان

٣٩٨٦ - في يوم الخَمِيس الخامس من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ أبو مُحمد عبدُ الله (١) بنُ عليّ بن أحمد الشَّرِيشيُّ الشّافعيُّ المؤدِّب، ودَفِنَ من يومِه بمقبَرة الباب الصَّغير.

وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، مواظبًا على وظائفه ومَسْجده ومَكْتَبه، وفيه فَضِيلةٌ، وجَوَّد الخطَّ وأحسنَ على طريقة بلادِنا، ونَسَخَ جملةً من الكُتُب. وله نَظْمٌ حَسَنٌ، مَدحَ قاضي القُضاة عزِّ الدِّين بن الصّائغ، وقاضي القُضاة بهاء الدِّين بن الزَّكِي، والشَّيخ زَيْن الدِّين الفارِقيّ، وغيرِهم. وكانَ يَحْفظ القُرآنَ حِفْظًا مُتْقَنًا.

وسألته عن مولدِه فقال: في سنة اثنتين وأربعين وست مئة تقريبًا بمدينة إشبيلية. وقال لي: أذكرُ أخذَ إشبيليةَ من المُسلمين، وكانَ ذلك في رَجَب سنة ستّ وأربعين وست مئة. وكان أبُوه أيضًا مُؤدِّبًا بشَرِيش مَعْروفًا بذلك.

وسَمِعَ أبو مُحمد هذا كثيرًا من الأحاديث النَّبوية بدمشق من الكُتُب والأجزاء. وكانَ مواظبًا لذلك. وحَدَّث معنا بمجالس رَمَضان الثلاثة من "أمالي الجَوْهري" عن ابن عَلّان. وله مَرْثيّة رَثَى بها الشَّيخَ مُحيي الدِّين النَّواويّ، رَواها لنا عنه الشَّيخ علاءُ الدِّين بن العَطّار في جَمْعه لأخبارِ الشَّيخ، وكان هو حاضرًا فسُرَّ بذلك.

٣٩٨٧ - وفي يوم الاثنين التاسع من شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ فَخْرُ الدِّين عُثمانُ (٢) بنُ يعقوبَ بنِ إبراهيم المارِدينيُّ، المَعْروف بالفَرّاش، المُقيم بمَقْصورة الحَلَبيِّين، بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(٢) كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>