للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أبي الوَفاء بن نِعَم الدِّين العَزازيُّ رحمه الله، ولم يَجْتمع في جنازةٍ ما اجتمعَ له من العالَم، وصُلِّي عليه ضَحْوة يوم الأربعاء بجامع دمشق، ودُفِنَ بتُربتِه بمقبَرة الباب الصَّغير.

وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، صالحًا، مُبارَكًا، كثيرَ الأمانة، وافرَ المُروءة، مواظِبًا على التِّلاوةِ والبِرِّ والصَّدَقةِ وفِعْلِ المَعْروف، مَشْكورَ السِّيرةِ، أجمعَ النّاسُ يوم موتِه على الثَّناءِ عليه ووَصْفِه بكلِّ جميل.

رَوَى لنا عن ابن أبي اليُسْر، وأيوب الحَمّاميّ.

وممّا اشتُهِرَ من أمانته رَدّه لوَدِيعة الأمير عزِّ الدِّين الجَنَاحيّ نائب غَزّة، وكان أودعه إيّاها، ومقدارُها ستّون ألف دينار من عَيْن وجَوْهر وغير ذلك. وماتَ المَذْكور في التَّجْريد بحَلَب، ولم يكن اطَّلَع على الوَدِيعة أحدٌ، فاجتمعَ فَخْرُ الدِّين بوُلاة الأمر وعَرَّفهم بالوَدِيعة ديانةً وأمانةً، وبراءةً لذمّته، جَزاهُ اللهُ خَيْرًا.

جُمادى الأولى

• - وَصلَت الأخبارُ في جُمادى الأولى أنَّ الأميرَ مَنْصورَ بنَ جَمّاز أُعيد إلى المدينةِ الشَّريفةِ النَّبويّة، حَضرَ معهُ أميرٌ من الدِّيار المِصْرية إليها وقَرَّرَهُ فيها على عادتِه، وقد كانَ في آخرِ السَّنة الخارجة بعد الحجِّ أخذَهُ من المدينةِ الأميرُ سيْفُ الدِّين أرْغون نائب السَّلْطنة إلى الدِّيار المِصْرية، وقَرَّر عِوَضه ابنَ أخِيه فبقيَ في القاهرة مدّة يسيرة، ثم أنعمَ عليه السُّلْطان ورضيَ عنه وأعادَهُ (١).


(١) الخبر في: السلوك ٢/ ٥٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>