للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما بعض الأجزاء المفردة في رجال العصر مثل "الشيوخ المتوسطين" الذي نقل منه ابن رافع في وفياته (١)، أو "معجم البلدان والقرى" الذي ذكره ابن ناصر الدين في التوضيح (٢)، أو "شيوخ حلب" (٣)، ونحوها فهي لا تعدو المستخرجات من ثبته الضخم.

[ب - تكوينه الفكري]

اتصل علم الدين البرزالي اتصالًا وثيقًا بثلاثة من شيوخ ذلك العصر، وهم جمال الدين المزي (٦٥٤ - ٧٤٢ هـ)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (٦٦١ - ٧٢٨ هـ)، وشمس الدين الذهبي (٦٧٣ - ٧٤٨ هـ)، وترافق معهم طوال حياتهم، وكان جمال الدين أبو الحجاج المزي أكبرهم سنًّا، وكان بعضهم يقرأ والآخرون يسمعون، وفي الكتاب الكثير من النصوص التي تشير إلى سماع المؤلف بقراءة المزي وابن تيمية، أو سماع الآخرين بقراءته.

وقد ساعد من شَدِّ أواصر هذه الرفقة اتجاههم نحو طلب الحديث منذ مدة مبكرة، وميلهم إلى عقائد السلف ودفاعهم عن مذهبهم، مع أنَّ المزي والبرزالي والذهبي كانوا شافعية في الفروع. وكان كل واحد منهم محبًّا للآخر ذاكرًا فضله، فيذكر الذهبي أنَّ علم الدين البرزالي هو الذي حبّب إليه العناية بالحديث النبوي الشريف، فقال في معجم شيوخه: "وهو الذي حبّب إليَّ طلب الحديث فإنه رأى خطي، فقال: خطك يشبه خط المحدثين، فأثر ذلك فيَّ، وسمعت منه وتخرجت به في أشياء" (٤). وقد ذكرنا كيف أنّ


(١) الوفيات ١/ ٣٦٣، ٤٢٤، ٤٣٠، ٤٣٢ … إلخ.
(٢) توضح المشتبه ٧/ ١٨.
(٣) تاريخ ابن قاضي شهبة ٢/ ١٤٩.
(٤) معجم الشيوخ (٦٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>