للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتبه وأجزاءه كانت في أربع خزائن (١)، وكان هدفه الرئيس التكثير من الشيوخ والكتب والأجزاء التي قرأها عليهم، فكان ثبته قد بلغ أربعًا وعشرين مجلدًا، وهو ما لم يتحصل لغيره، لذلك كان من أعلم الناس بأهل عصره، ومن ثم حُكم في معرفة رجال العصور الأولى لرفيقه جمال الدين المزي، والمتوسطين لرفيقه الذهبي، وفُضِّل على الجميع في معرفة المتأخرين (٢).

والحق أن مؤلفات علم الدين البرزالي وتخاريجه كانت منصبة على عصره، فكان معجمه الضخم الذي سجل فيه أسماء شيوخه وما قرأ عليهم ومن قرأ معه قد نال إعجاب أهل عصره والذين جاءوا بعده، وفيه يقول الذهبي:

إذا رمت تفتيش الخزائن كلها … وظهور أجزاء حوت وعوالي

ونعوت أشياخ الوجود وما رووا … طالع أو اسمع معجم البرزالي

وكتب ابن حبيب المتوفى سنة ٧٧٩ هـ على معجم شيوخه:

يا طالبًا نعت الشيوخ وما رأوا … ورووا على التفصيل والإجمال

دار الحديث انزل تجد ما تبتغي … لك بارزًا في معجم البرزالي (٣)

ومن هنا وجدنا أن أبرز مؤلفات البرزالي هو هذا التاريخ الذي ذيّل به على ذيل الروضتين لأبي شامة، ومعجم شيوخه القائم على ثبته، وباقي مؤلفاته هي تخاريج لنفسه وشيوخه ورفاقه من أهل العصر، وهو شيء ضخم جدًا استغرق جهدًا عظيمًا، وهي مبثوثة في كتابه، وتاريخ ابن الجزري، والدرر الكامنة للحافظ ابن حجر وغيرها من الكتب المستوعبة لهذا العصر.


(١) معجم شيوخ السبكي ٣٢٠.
(٢) الرد الوافر، للعلامة ابن ناصر الدين ١١٩.
(٣) تذكرة النبيه ٢/ ٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>