للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

نحو أربعة شُهور، وهَرَبَ من القاهرةِ إلى الحِجاز، وعَلِمَ السُّلْطان بهزيمتِه في اليوم الثاني، فكَتبَ إلى شيخ آل الحارث يقول له: هذا هَرَبَ على بلادك مُعتمدًا عليكَ ولا أعرفه إلّا منكَ. فركبَ شيخ آل الحارث الهُجُن السُّبَّق، وسارَ خَلْفه مُجِدًّا، فأدركَهُ نائمًا تحتَ عَقَبَة أيْلة، فجلسَ عند رأسِه وقال له: اجلس يا أسودَ الوَجْه. فانتبهَ رُمَيْثَة وقال: صَدَقْتَ والله لو لم أكُن أسودَ الوَجْه ما نِمْتُ هذه النَّومة المشؤومة حتَّى أدركتَنِي، فقبضَ عليه وحَمَلَه إلى حَضْرةِ السُّلْطان فألقاهُ في السِّجْن وضَيَّقَ عليه، فقيل لنا: إنَّه وقعَ برَمي الدَّم. وكانَ قَبَضَ عليه شيخُ آل الحارث في جُمادى الأولى سنة تِسْع عَشْرة (١).

صَفَر

• - في مُسْتَهلّ صَفَر عزل القاضي شَمْس الدِّين ابن العزّ الحَنَفيّ نَفْسَهُ عن مباشرة الحُكْم بدمشق، بسبب أنَّ نائبَ السَّلْطنة عاتَبَهُ على تعزير جُنْديّ، وأغلظَ له في الكلام. ثم إنَّ الصّاحبَ شَمْس الدِّين استرضاهُ وباشرَ في الثّالث عَشَر من الشَّهْر المَذْكور.

• - وفي يوم الأربعاء الخامس من صَفَر ذكرَ الدَّرْسَ بالمَدْرسة النّاصرية بدمشقَ قاضي القُضاه نَجْم الدِّين ابن صَصْرَى الشِّافعيُّ، وحَضرَ عنده القُضاة والعُلماءُ والفُقهاءُ عِوَضًا عن الشَّيخ كمال الدِّين ابن الشَّرِيشيّ (٢).

• - وفي يوم الاثنين عاشر صَفَر باشرَ شَدَّ الدَّواوين بدمشقَ الأميرُ جمالُ الدِّين آقُش الرَّحَبيُّ، عِوَضًا عن فَخْر الدِّين إياس الشَّمْسِيّ، وانصرفَ بذلك عن ولاية البَلَد، وكانَ مباشِرًا لها من شَهْر ذي القَعْدة سنة سَبْع وسَبْع مئة،


(١) الخبر في: المختصر في أخبار البشر ٤/ ٨٥، ونهاية الأرب ٣٢/ ٢٩٥ - ٢٩٦، والسلوك ٣/ ١٦.
(٢) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>