للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ذكر العلامة شهاب الدين ابن فضل الله العمري المتوفى سنة ٧٤٩ هـ خاصية لا خُلُقه قد تفرّد بها، دالة على طول باله وتأتيه ومحاولة الإصلاح بين العلماء على الرغم من اتجاهه العقدي المعروف، فيذكر أنه كان "يصحب الخصمين وهما من هما، والنَّظيرين والضِّرغامة الأسد منهما، وكل منهما راضٍ بصُحْبته، واثق به لا يعده إلا من أحبته، كان عند شَيْخَي الإسلام آخر المجتهدين: ابن تيمية وابن الزَّمَلُكاني وما منهما إلّا من هو عليه مرتبط وبه مغتبط، يذيع إليه سره في صاحبه، ويتبسّط لديه في معاتبه، وهو ساكت لا ينطق بحرف، ولا يشارك حتى ولا بإيماء طرف، وعُرِفَ بهذا واشتُهِرَ حتى صارَ عندهما موضع الثقة، ومكان المقة (١)، ومحل الصَّداقة المحققة، ثم كان يسعَى في صلاح ذات بينهما فيعجز، ويعده كل منهما به ولا ينجز، فأغمد لسانه، وترك كل امرئ منهما وشأنه" (٢). ومن هنا قال ابن كثير: "وكان أصحابه من كل الطوائف يحبونه ويكرمونه" (٣).

[جـ - وظائفه]

تعانى علم الدين البرزالي الشهادة في شبيبته، وهي وظيفة أبيه، فجلس مع أعيان الشهود، وتقدم في الشروط (٤) فأحكمها والسجلات فأتقنها (٥).

وذكر الصفدي في أعيان العصر أنه ولي الإقراء في دار الحديث الأشرفية، وقراءة الحديث بالظاهرية سنة ٧١٣ هـ (٦).


(١) المقة: المحبة، فالهاء عوض الواو، وقد ومقه يَمِقهُ بالكسر فيهما: أي أحبه (الصحاح: ومن).
(٢) مالك الأبصار ٥/ ٥٤٨.
(٣) البداية والنهاية ١٦/ ٢٨٨.
(٤) ذيل سير أعلام النبلاء ٣٦٠.
(٥) مالك الأبصار ٥/ ٥٤٩.
(٦) أعان العصر ٤/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>