للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خمس وتسعين وست مئة، بسفح جبل قاسيون" (١). هذا وابن تيمية يومئذٍ ابن ثلاثين سنة فقط.

ومع ذلك فإن علم الدين البرزالي كان مجاملًا للجميع مع التزامه بالعقيدة السَّلَفية، فلا نجد عنده حِدّة رفاقه الثلاثة الآخرين، وقلّما تكلّم في أحد بما يَسُوؤه، وقد توسع في ذكر كثير من الصوفية، بما فيهم من المشعبذين، لانتشار أمثالهم في عصره ومصره، بل لبس هو خرقة التصوف، ولكن من طريق الإمام الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الكيلاني الحنبلي، فقال في ترجمة الشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن عبد الكريم الموصلي المعروف بالأثري القادري المتوفى سنة ٦٩٥ هـ: "وكان رجلًا صالحًا معمرًا، لبس الخرقة من الشيخ أبي صالح نصر بن عبد الرزاق الجيلي في سنة أربع عشرة وست مئة ببغداد، ولبسناها منه" (٢)، وقال في ترجمة الشيخ جمال الدين أبي سعد عبد الله بن محمد بن نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجيلي البغدادي المتوفى في ذي الحجة سنة ٧٠٧ هـ: "وكان قدم في السنة الماضية إلى دمشق، وحج ورجع، وسمعنا عليه ولبسنا منه الخرقة" (٣).

ومثل ذلك لبسها الإمام الذهبي من طريق السهروردي، فقد قال في ترجمة ضياء الدين أبي الهدى عيسى بن يحيى بن أحمد الأنصاري السبتي الصوفي المتوفى سنة ٦٩٦ هـ: "ألبسني الخرقة، وذكر لي أنه لبسها بمكة من الشيخ شهاب الدين السهروردي" (٤).


(١) الرد الوافر ١٢٠.
(٢) المقتفي ٣/ ٢٨٥ (١٨٩٨).
(٣) المقتفي ٤/ ٣٢٣ (٣١٥٨).
(٤) تاريخ الإسلام ١٥/ ٨٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>