للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

البَعْلَبَكيُّ الحنبليُّ، بالمدرسة المَنْصورية بالقاهرة المَحْروسة، ودُفِنَ من الغد بمقبَرة الحافظ عبد الغني المَقْدسيّ بالقَرَافة.

وكانَ تَوجَّه من دمشقَ إلى القُدس الشَّريف في مُستهلِّ ذي الحِجّة، وودَّعناه. ثم إنه تَوجَّه من هناكَ إلى القاهرة، فوصلَ وأقامَ أيامًا يسيرةً، ومرضَ، وأدركَهُ أجلُه هناك، ولم يكن رأى تلك البلاد.

وصَلَّينا عليه بدمشقَ يوم الجُمُعة ثاني صَفَر، وحَصَل التّأسُّف عليه لفَضِيلته وديانته وسُكونه وكَثْرة النفع به.

وكانَ مُدَرِّسًا ومُفْتيًا، وشيخَ حَدِيثٍ، ونَحْوٍ، ولُغةٍ، وله تَصانيفُ ومجاميع وفوائد. ورَوَى الكثيرَ، وأخذَ الناسُ عنه، واشتغلوا عليه. وغالبُ ما كانَ يُقْصَد في إقراءِ العربية، وكانَ من أصحاب الشَّيخ جمالِ الدِّين ابن مالك.

وسَمِعَ ببَعْلَبَك من الشَّيخ الفقيه مُحمد اليُونينيّ، وبدمشقَ من ابن عبد الدّائم، وابن أبي اليُسْر، وابن عَبْد، وجماعة من أصحاب ابن طَبَرْزَد، وغيرِهم.

وطلبَ بنفسِه، وقرأ الكثيرَ، وحَصَّلَ النُّسَخ. وكانَ مَعْمورَ الأوقات بالاشتِغال بالأشْغَال، والجَمْع والتأليف، والنَّسْخ، والمُطالعة، والعِبادة. وصَلَّى بالنّاس بمِحْراب الحَنابلة بجامع دمشق أكثر من ثلاثين سنة.

ومولدُه في أوائل سنة خَمْسٍ وأربعين وست مئة ببَعْلَبَك، رحمه الله تعالى.

صَفَر

• - في مُستَهلِّ صَفَر دَخلَ الرَّكْبُ الشّاميُّ إلى دمشقَ بالمَحْمَل السُّلْطاني، وأميرُ الرَّكْب الأميرُ سَيْفُ الدِّين قَطْلُق تَمُر، صِهْر الأمير رُكْن الدِّين الجَالِق، والحاكمُ بالرَّكب أقضَى القُضاة شَمْس الدِّين إبراهيم ابن قاضي القُضاة شَرَف الدِّين ابن البارزي قاضي حَمَاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>