للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

• - وفي هذا الشَّهر فُطِنَ باليهود الذين يَزْعمون أنّ مَعَهم كتابًا من النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بإسقاط الجِزْية، فألزِموا بأدائها بفَتْوى الفُقهاء، وأمر نائب السَّلْطنة، فأظهروا الكتاب الذي بأيديهم، فعَلِمَ الفُقهاء وأئمةُ الدِّين بُطلانَهُ، واستخرجُوا منه أماكنَ كثيرة دالّة على كذبهم وافترائهم، فأظهَروا كتابًا آخر وآخر، والجميعُ من وادٍ واحد، والألفاظ ركيكة، فزُجِروا وتَمَنَّوا الخلاصَ وأداء الجِزْية، وخافوا من مُطالبتهم بالماضي، وسَكَنَت القضيّة (١).

ذو القَعْدة

٢٦٥١ - وفي ليلة الخَمِيس مُستهلّ ذي القَعْدة ماتَ جمالُ الدِّين مُحمدُ (٢) ابنُ زَيْن الدِّين أيوب بن نِعْمة بن مُحمد بن نِعْمة بن أحمد المَقْدسيُّ المُقرئُ المُلَقِّن، ولدُ الكَحّال، بدُوَيرة حَمْد جوار باب البَرِيد، وصُلِّي عليه ظُهْر الخَمِيس بالجامع، ودُفِنَ بباب الصَّغير بحضرة قَبْر الحافظ زَيْن الدِّين خالد النابُلُسيّ.

وكانَ شابًّا صالحًا، قرأ القراءات، وأقرأ الصِّبْيان مدّة، وكانَ حَسَنَ التَّعْليم، مواظبًا، حريصًا على مَن عنده يرغّبهم ويتألّفهم.

وممّن قرأ عليه ابني مُحمد، قرأ عليه نِصْف الختمة.

• - وفي أول ذي القَعْدة قامَ جماعةٌ على الشَّيْخ تقيّ الدِّين ابن تَيْميّة وطَلَبوا من نائبِ السَّلْطنة منعَهُ ممّا يتعاطاه من إقامة الحُدود والتَّعْزير. وشكوا منه، وحَصَلَ كلامٌ من الجِهَتين. وكانَ تَقَدَّم منه ضرْبُ جماعةٍ من الصِّبْيان وحَلْق رؤوسهم، ثم سَكَنت القَضِية (٣).


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٥ - ١٦.
(٢) لم نقف على ترجمة له قي غير هذا الكتاب، وبقي أبوه أيوب إلى سنة ٧٣٠ هـ وترجمته في معجم شيوخ الذهبي ١/ ١٨٦، وذيل العبر، ص ١٦٦، وبرنامج الوادي آشي، ص ٧٤، وأعيان العصر ١/ ٦٧٣، ومعجم شيوخ السبكي، ص ١٧٠، وذيل التقييد ١/ ٤٨٣ وغيرها.
(٣) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٦ وذكرها في شوال.

<<  <  ج: ص:  >  >>