للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ يُعرَفُ بالعَلَم ابنِ الصّاحب. عندَهُ فَضيلةٌ، ولهُ نوادِرُ وزوائِدُ ومُجُونٌ.

وتَركَ الرِّئاسةَ والتَّدريسَ والملابسَ الفاخرةَ، واختارَ لنفسِهِ صُحْبةَ الصَّعاليكِ والحَرافِشةِ والمَبيتَ معَهم، وكانَ على رأسِه شَرْطُوطٌ طويلٌ قليلُ العَرْض يتعمَّمُ به. وشاخَ على هذهِ الحالةِ وضَعُفَ، وكانَ يُحمَلُ في قَفَص، ويَطلُبُ منَ النّاس فيُعْطُونَه لبيتِه وفَضيلَتِه، ولسُلطَتِه عليهِم في الكلام. وكانَ لهُ أولادٌ صُدُورٌ فُضَلاءُ، لا يَقدِرونَ على تغييرِه عن هذه الحالة، ولا يَلتفِتْ عليهِم.

١٢٥٥ - وفي ليلةِ الأحدِ سَلْخ شَهْرِ ربيع الآخِرِ تُوفِّي الإمامُ السَّيِّدُ الشَّريفُ جمالُ الدِّينِ أبو الطّاهرِ إسماعيلُ (١) بنُ يحيى بن مَنْصورٍ الحَسَنيُّ اليَمنيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بالقَرافة.

ومَولدُهُ سنةَ عشرينَ وستِّ مئة بمَشهدِ الحُسَين -رضيَ اللهُ عنه- بالقاهرة.

وكانَ عَدْلًا، فاضِلًا، صُوفيًّا بالخانِقاه. وكانَ أبوهُ من طلبةِ الحديث، فأسمَعَهُ منَ العَلَم ابن الصَّابونيِّ، وابنِ الجَبّاب.

جُمادى الأولى

١٢٥٦ - في يوم الاثنينِ مُستهلِّ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُسنذ شَمْسُ الدِّينِ أبو إبراهيمَ (٢) المُظَفَّرُ بنُ عبدِ الصَّمدِ بنِ خليلِ بنِ مُقلَّدِ بنِ جابرِ بنِ أبي مُحمدِ بنِ عبدِ الله الأنصاريُّ الدِّمَشْقيُّ الصّائغُ (٣)، بقريةِ تَلْتياثا (٤) ببُستانِه، ودُفِنَ يومَ الثُّلاثاءِ بسَفْح جَبَل قاسِيُونَ بتُربةِ والدِه -رحمَهُما اللهُ تعالى -.


(١) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ١٦٣.
(٢) كتب الناسخ فوقها: "غالب".
(٣) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٦٢١. ووالده: عبد الصمد بن خليل (ت ٦٥٥ هـ).
(٤) هكذا مجودة في النسخة، وكذا بخط الذهبي في تاريخ الإسلام، وهي من قرى غوطة دمشق، ذكرها ياقوت في معجم البلدان ٢/ ٤٢ لكنه سماها: "تلفياثا" بالفاء بدل التاء الثانية. وينظر التعليق على تاريخ الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>