للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مُحمدُ (١) بنُ أيوب بن خَليفة الدِّمشقيُّ، الشعّارُ والدُه، ودُفِنَ من الغَد بمقبَرة الباب الصَّغير، وله من العُمُر أربع (٢) وعِشْرون سنة.

سَمِعَ معنا على جماعةٍ من الشُّيوخ، وكَمَّل حِفْظ "التَّنْبيه" و"الأحكام"، ونَظَمَ شيئًا من الشِّعْر. وكان شابًّا عاقلًا، فيه نَباهةٌ ومَعْرفةٌ وحُسن مَوَدّة.

شَهْر رَمَضان

٣٩٩٤ - وفي يوم الثُّلاثاء الثاني من شَهْر رَمَضان تُوفِّي القاضي الصَّدْرُ الكبيرُ العالمُ الفاضلُ البارعُ الكاملُ شَرَفُ الدِّين أبو مُحمد عبد الوَهّاب (٣) ابنُ الصَّدْر جمال الدِّين فَضْل الله، ابنُ المُجَلِّي القُرشِيُّ العَدَويُّ العُمَريُّ، وصُلِّي عليه ضُحى يوم الأربعاء بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح جبل قاسيون.

ومولدُه في سابع ذي الحِجّة سنة ثلاثٍ وعِشْرين وست مئة بدمشق.

وكانَ مُقَدَّم كُتّاب الإنشاء بالدِّيار المِصْرية والبلاد الشّامية، ومُتولّي أمر أسرار الدَّولة. وكان فاضِلًا، عارفًا بتَدْبير الممالك. قَضَى مُعْظَم عُمُره في ذلك، ولم يَزَل قائمًا بهذه الوَظِيفة، مثابرًا عليها، كافيًا فيها إلى أن تُوفِّي، ولم يَتَغيَّر عليه شيءٌ من حواسِّه، بل كانَ يَرْكب ويُسافر، ويَكْتُب كتابةً حَسَنةً، ويَضْبط أمرَ الدِّيوان، ويَخْدم السُّلْطان أتمّ خدمة، وكان مَشْكورَ السِّيرة، حَسَن الخُلُق، مُحبًّا للخَيْر، له عَقيدةٌ في أهل العِلْم والدِّين، لا يُسمع منه إلّا الخَيْر ويَقْضِي حاجةَ من قَصَدَهُ.


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(٢) في الأصل: "أربعة".
(٣) ترجمته في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٧٩، وذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٤٩، وذيل العبر، ص ٩٤، وفوات الوفيات ٢/ ٤٢١، وأعيان العصر ٣/ ١٩١، والوافي بالوفيات ١٩/ ٣١٧، والبداية والنهاية ١٦/ ١٢٩، والسلوك ٢/ ٥٢٧، والدرر الكامنة ٣/ ٢٦٣، والمنهل الصافي ٧/ ٣٨٧، والنجوم الزاهرة ٩/ ٢٤٠، وحسن المحاضرة ١/ ٥٧٠، وشذرات الذهب ٨/ ٨٣، وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>