للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

صَفَر

• - واستهلَّ شَهْرُ صَفَر والأخبارُ قد وَصَلت بقَصْد التَّتار البلادَ، والنّاسُ بدمشق مهتمّون بأمر الهَرَب إلى الدِّيار المِصْرية والكَرَك وغيرهما، والأراجيفُ يتبعُ بعضُها بعضًا، والإزْعاج وافرٌ، والصُّدور ضَيِّقة، وغَلَت الأكرية، وبلغَ كَرْي المَحارة إلى مِصْر خمس مئة دِرْهم، وبلغَ ثمن الجَمَل ألف دِرْهم، وثمن الحِمار خمس مئة دِرْهم، وباعَ النّاس الأمتعة بالثَّمَن البَخْس من الحُليّ والنُّحاس والقُماش، وطاشت الألباب، وتَحَيَّر النّاسُ، وتفرَّقت القلوب.

وجلسَ الشَّيخُ تقيُّ الدِّين ابن تيمية في مكانه بالجامع يوم الاثنين ثاني صَفَر يفسِّر آيات الجِهاد، ويَحضُّ النّاسَ على لقاء العَدُوّ وعلى الغَزْو، والإنفاقِ في سبيل الله، وُيُوجِّهُ وجوبَ قتالِهم، ويُقلِّلُ عددَهم، ويضعِّفُ أمرَهُم، ويوبِّخ مَن قصْدُهُ الهَرَب ويحضُّه على إنفاق مِقْدار ما يُخرجه في ذلك في الغَزْو. واستمرَّ يجلس أيامًا متوالية.

ونُودِيّ في البَلَد يوم الثُّلاثاء ثالث صَفَر أن لا يُسافر أحدٌ إلا بمَرْسوم أو ورقة طريق، فسكنَ النّاسُ لذلك، ورخصت الدَّوابُّ والأكريةُ عمّا كان عليه الأمر.

وتَحَدَّث النّاسُ يوم الأربعاء رابع صَفَر بخروج السُّلطان من القاهرة (١).

٢٤٨٠ - وتوفِّي فَخْرُ الدِّين عُثمانُ (٢) بنُ عبد الرَّحمن بن أبي عليّ المَعَرِّيُّ، في ليلة الثُّلاثاء ثالث صَفَر، ودُفِنَ ضُحَى الثُّلاثاء خارج الباب الشَّرْقي.

كتب لي في الإجازة، وكان سَمِعَ من ابن عبد الدّائم.


(١) الخبر في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٧١٧، والبداية والنهاية ١٥/ ٦٣٣.
(٢) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٩٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>