للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ونفاذِ الكلمةِ ما بلغَ، وكانت مَتاجِرُهُ لا يتَعرَّضُ لها مُتعرِّضٌ، وكُتُبه نافذةٌ عندَ سائرِ المُلوك، وكانَ من خَواصِّ الملكِ النّاصر، ويدُهُ مبسوطةٌ في دولتِه. ولمّا دَخلَتِ التَّتارُ البلادَ توجَّهَ إلى الديارِ المِصريّة، وغَرِمَ ألفَ ألفَ دِرهَم. ولمّا مَلَكَ السُّلطانُ المَلِكُ الظّاهرُ قرَّبهُ غايةَ التَّقريب، وأدْناهُ وعَظَّمَ مَحِلَّهُ، وأوْصى إليه، وزادَ في حُرْمتِه. وكانَ كثيرَ المُكارمةِ للأُمراءِ والوُزراءِ وأربابِ الدَّولة، وعندَهُ بِرٌّ، وصَدقةٌ، ومعروفٌ، ورَوَى شيئًا منَ الحديث، ورأيتُ سماعَهُ على ابنِ قُمَيْرة (١).

ذو القَعْدة

٢١٩ - وفي ليلةِ الأربعاءِ سابعَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ تُوفِّي عِزُّ الدِّينِ أبو الحَسَنِ عليُّ (٢) ابنُ تاج الدِّينِ عبدِ الخالقِ ابنِ القاضي مُهَذَّبِ الدِّينِ عليُّ بنِ مُحمدِ بنِ الحَسَنِ الإسْعِرديُّ، ثم البَعْلَبكِّيُّ، بها، ودُفِنَ بالقُربِ من ديرِ إلياسَ (٣) ظاهرَ بَعْلَبَك، وهو في عَشْرِ السِّتِّين.

وَلِيَ نَظرَ بَعْلَبَك ونَظرَ الأسرى بدمشقَ ونَظرَ حِمْصَ، ولهُ خبرةٌ بالكتابةِ والحسابِ، وكانَ حَسنَ العِشْرةِ، كثيرَ المُداراةِ.

٢٢٠ - وفي يوم السَّبت التّاسعِ عَشَرَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّي الشَّيخُ العَدْلُ الصَّدْرُ الكبيرُ عِمادُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ (٤) ابنُ الشَّيخ أمينِ الدِّينِ أبي الغَنائم


(١) هو يحيى بن أبي السعود نصر بن أبي القاسم الأزجي يعرف بالمؤتمن أبو القاسم الحنظلي التميمي (ت ٦٥٠ هـ) محدث مشهور، مسند العراق. ترجمته في: صلة التكملة ١/ ٢٦٣، وتاريخ الإسلام ١٤/ ٦٤٧، وسير أعلام النبلاء ٢٣/ ٢٨٥، والشذرات ٧/ ٤٣٦.
(٢) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٢/ ٤٨٠ - وفيه فوائد- وتاريخ الإسلام ١٥/ ١٨٤، واستدركه ابن أيبك على الحسيني في الصلة ٢/ ٦٢٤، وسبق تحقيق وضبط لفظ الإسعردي.
(٣) الإشارات إلى معرفة الزيارات للسائح الهروي وعنه في الأعلاق الخطيرة (تاريخ لبنان والأردن وفلسطين) ٢٦٩ قال: " … في بعلبك … وبها دير إلياس النبي عليه الصلاة والسلام".
(٤) ترجمته في: صلة التكملة ٢/ ٦٢٤ (١١٣٣)، وذيل مرآة الزمان ٢/ ٤٨٦. وتاريخ الملك الظاهر ٤٩، وتاريخ الإسلام ١٥/ ١٨٥، والعبر ٥/ ٢٩٤، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٤، ومرآة =

<<  <  ج: ص:  >  >>