للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثم أُرسل خَلْفه من الغد بريدٌ آخر، فردَّهُ، وحضرَ عند قاضي القُضاة بحضور جَماعة من الفُقهاء، فقال له بعضُهم: ما تَرْضَى الدولة إلّا بالحَبْس. فقال قاضي القُضاة: وفيه مَصْلحة له. واستنابَ شَمْس الدِّين التُّونسيّ المالكيّ وأذِن له أن يحكم عليه بالحَبْس، فامتنعَ وقال: ما ثَبتَ عليه شيءٌ. فأُذِنَ لنورِ الدِّين الزَّواويّ المالكيّ، فتحيَّرَ. فقال الشَّيخ: أنا أمضِي إلى الحَبْس وأتبع ما تَقْتَضِيه المَصْلحة. فقال نور الدِّين المأذون له في الحُكْم: فيكون في موضع يَصْلح لمثله. فقيل له: ما تَرْضَى الدَّولة إلّا بمُسمَّى الحَبْس، فأُرسِلَ إلى حَبْس القاضي، وأُجْلِسَ في الموضع الذي أُجْلِسَ فيه القاضي تَقِيّ الدِّين ابن بنت الأعزّ لما حُبِسَ، وأُذِنَ في أن يكون عنده من يَخْدمه. وكانَ جميع ذلك بإشارة الشَّيخ نَصْر المَنْبِجيّ ووجاهته في الدَّولة.

واستمرَّ الشَّيخُ في الحَبْس يُسْتَفْتى ويَقْصده النّاسُ ويزورونه، وتأتيه الفَتاوى المُشْكلة من الأمراء وأعيانِ النّاس (١).

• - وسافَرَ الأميرُ رُكْنُ الدِّين بَيْبَرس العَلائي من دمشق في يوم السَّبْت السّابع والعِشْرين من شَوّال إلى غَزّة مُتولِّيًا نيابةَ السَّلْطنة بها، عِوَضًا عن الأميرِ سَيْفِ الدِّين أقْجَبا المَنْصوريِّ.

ذو القَعْدة

٣١٤٨ - في يوم الجُمُعة رابع ذي القَعْدة ماتَ الأميرُ بهاءُ الدِّين أسْلَمُ (٢) بنُ دمرداش، وكانَ يَسْكن بالعُقَيْبة، ودُفِنَ بالجَبَل. وحَضرَ نائبُ السَّلْطنة.

وكانَ من أمراء دمشق.


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ٦٢ - ٦٣، وذيل طبقات الحنابلة ٤/ ٥١٦، وعقد الجمان (أحداث سنة ٧٠٧ هـ).
(٢) ترجمته في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>