للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شَعْبان

• - وفي يوم الجُمُعةِ ثاني شعبانَ أمرَ السُّلطانُ الملكُ الظّاهرُ بالحَوْطةِ على بيتِ الشَّيخ شَمْسِ الدِّينِ ابنِ العِمادِ الحَنْبليِّ قاضي القُضاةِ بالدِّيارِ المِصريّة، وحُمِلَ ما فيه منَ الوَدائع، فحُمِلَتْ إلى قلعةِ الجَبل. وسببُ ذلكَ أنَّ التَّقيَّ شَبيبًا (١) الحَرّانيَّ كَتبَ رُقْعةً إلى السُّلطانِ يَذكُرُ فيها أنَّ عندَ الشَّيخ شَمْسِ الدِّينِ وَدائعَ التُّجّارِ من أهلِ بغدادَ وحَرّانَ والشّامَ، وذَكَرَ جُملةً كثيرةً قد ماتَ بعضُ أهلِها واستَولَى عليها، فلمّا وَصلَ إليه استُدْعِيَ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ وسَألهُ فأنكَرَ، فحَلَّفَهُ فتأوَّلَ وحَلفَ، فأمرَ بهَجْم بيتِه فوُجِدَ فيه كثيرٌ ممّا ادَّعاهُ شَبِيبٌ، وبعضُهُ قد ماتَ أهلُهُ ولهم وارِثٌ، وبعضُهُ أهلُهُ أحياءٌ، والغبارُ عليهِ عاكِفٌ لم تَمَسَّهُ يدٌ، فأُخِذَ من ذلكَ زَكاتُهُ مُدّةَ سنينَ وسُلِّمَ لأصحابِه. وحَنِقَ السُّلطانُ على الشَّيخ شَمْسِ الدينِ وحَبَسَهُ، فتَسلَّطَ عليه شَبِيبٌ وبَسطَ لسانَهُ فيه، وعُقِدَ له مَجلسٌ في حادي عَشَرَ شَعْبانَ بحُضُورِ الخِزَنْدار، وكانَ السُّلطانُ قد سافرَ إلى الشّام. وتَبيَّنَ للخِزَنْدارِ تحاملُ شَبِيب، فأمرَ بحَبْسِه، وأُعيدَ الشَّيخُ شَمْسُ الدِّينِ إلى الحَبْس، فأقامَ به إلى أن أُفْرِجَ عنهُ في نصفِ شَعبانَ سنةَ اثنَتَيْنِ وسَبعينَ وستِّ مئة (٢) (٣).


(١) في الأصل "شبيب".
(٢) بعدها في ذيل طبقات الحنابلة "ثم أفرج عنه، ولزم بيته يدرس ويفتي ويقرئ ويتعبد إلى أن مات رحمه الله".
(٣) الخبر في: تاريخ الملك الظاهر ٣١ - ٣٢، وذيل مرآة الزمان ٢/ ٤٧٠، ويراجع: نهاية الأرب ٣٠/ ١٩٠، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٣٢، والبداية والنهاية ١٣/ ٢٦٢، والسلوك ١/ ٢/ ٦٠٢. وشمس الدين ابن العماد محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي (ت ٦٧٦ هـ) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٣/ ٢٧٩، وذيل طبقات الحنابلة ٤/ ١٤٢، وشبيب الحراني (ت ٦٩٥ هـ) فقيه حنبلي وأديب وشاعر وطبيب كحال، أخو أحمد بن حمدان الفقيه المشهور المتوفى فىِ العام نفسه (٦٩٥ هـ). يراجع: الذيل على طبقات الحنابلة ٤/ ٢٦٦ - ٢٧١ وقد ذكرهم المؤلف في مواضعهم كما سيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>