للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما لم تدغم١؛ لفوات الصفير منها٢.

ولا الحروف الْمُطْبَقَةُ فِي غَيْرِهَا مِنْ غَيْرِ إِطْبَاقٍ، عَلَى الأفصح، كإدغام الطاء في التاء نحو قولك: أحبطت, و [قوله تعالى] ٣: {فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} ٤.

ويعلم من قوله: "من غير إطباق" أنه تدغم الحروف المطبقة في غيرها مع تبقية الإطباق، كقراءة أبي عمرو: "فرطتُّ في جنب الله" وفيه نظر٥ سيأتي.

ولا يدغم حرف حلق في حرف٦ حلق آخر أدخل منه؛ لأنه يؤدي إلى إدغام الأسهل في الأثقل، إلا الحاء في العين والهاء؛ فإنها تدغم في العين، مع أنها أدخل في الحلق منها؛ لشدة تقاربهما في المخرج, وتدغم في الهاء؛ لأنها مثلها في الهمس والانخفاض، لكن لا تدغم الحاء فيها على ما عهد في إدغام المتقاربين من قلب الأول والثاني، بل على العكس من ذلك؛ لأن التقاء الحاءين أخف٧ عليهم من التقاء العينين أو الهاءين.


١ في "ق": لم يدغموا.
٢ لفظة "منها" ساقطة من "ق".
٣ ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.
٤ سورة "الزمر" من الآية "٥٦".
٥ لفظة "نظر": ساقطة من "هـ".
٦ في "هـ": حروف.
٧ لفظة "أخف" ساقطة من "هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>