للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخَطِيْبُ البَغْدَادِيُّ فِي "الجَامِعِ" (١) كِلَاهُمَا مِنْ طَرِيْقِ أبي عَبْدِ الله البُخَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ المَدِيْنِيَّ يَقُوْلُ: "التَّفَقُهُ فِي مُعَادِ (٢) الحَدِيْثِ نِصْفُ العِلْمِ، وَمَعْرِفَةُ الرِّجَالِ نِصْفُ العِلْمِ".

وَمَعْنَى كَلَامُ ابْنِ المَدِيْنِيِّ: -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: أَنَّ النُّصُوْصَ الشَّرْعِيَّةَ نُقِلَتْ إِلَيْنَا بِوَاسِطَةِ الرِّجَالِ، وَلَا يُمْكِنُ العَمْلُ بِأَيِّ نَصٍ حَتَّى تُعْرَفُ ثِقَةَ النَّاقِل، فَعَلَى هَذَا تَكُوْنُ مَعْرِفَةُ الرِّجَالِ نِصْفُ العِلْمِ، وَالنِّصْفُ الآخَرِ هُوَ مُتُوْنُ النُّصُوْصِ الشَّرْعِيَّةِ المَنْقُوْلَةُ إِلَيْنَا بِالأَسَانِيْدِ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي مُقَدِّمَةِ "الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ" (٣): "فَلَمَّا لَمْ نَجِدْ سَبِيْلًا إِلَى مَعْرِفَةِ شَيءٍ مِنْ مَعَانِي كِتَابِ الله، وَلَا مِنْ سُنَنِ رَسُوْلِ الله إِلَّا مِنْ جَهَةِ النَّقْلِ وَالرِّوَايَةِ وَجَبَ أَنْ نُميَّزَ بَيْنَ عُدُوْلِ النَّاقَلَةِ وَالرُّوَاةِ وَثقَاتِهِمْ، وَأَهْلِ الحِفْظِ وَالتَّثَبْتِ وَالإِتْقَانِ مِنْهُم، وَبَيْنَ أَهْلِ الغَفَلْةِ وَالوَهْمِ، وَسُوْءِ الحِفْظِ، وَالكَذِبِ، وَاخْتِرَاعِ الأَحَادِيْثِ الكَاذِبَةِ".

وَلِأَجْلِ هَذَهِ الأَهَمِّيَّةِ لِعِلْمِ الرِّجَالِ، اهْتَمَّ أَهْلُ العِلْمِ بِذَلِكَ، وَأَلَّفُوا فِيْهِ المُؤَلَّفَاتِ الكَثِيْرَة، كَمَا هُوَ مَعْلَوُمٌ.

أَقُوْلُ: اطَّلَعْتُ عَلَى كِتَابِ الأَخِ أَبِي الطِّيِّبِ نَايِفِ بْنِ صَلَاحِ المَنْصُوْرِيّ المُسَمَّى "تَيْسِيْرُ الوَدُوْد بِتَرَاجِمِ رِجَالِ مُنْتَقَى ابْنِ الجَارُوْد"، وَهُوَ كِتَابٌ مُفِيْدٌ،


(١) (٢/ ٢١١).
(٢) مِنَ الإِعَادَةِ: وَهِي تَكْرَارُ الحَدِيْث.
قُلْتُ: كَذَا فِي "الجَامِعِ"، وَفِي "المُحَدِّثِ الفَاصِلِ": "مَعَانِي الحَدِيْث". أَبُوْ الطَّيِّبِ.
(٣) (١/ ٥).

<<  <   >  >>