للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمعة التي كان فيها الطوفان الفان ومائتان وست وعشرون سنة وشهر وثلثة وعشرون يوما واربع ساعات.

[(شام بن نوح)]

ولد له أرفخشد وعمره مائة سنة وسنة واحدة. وجميع أيامه ستمائة سنة. وقيل ان نوح اوصى الى شام ابنه وقال له: اني إذا متّ فأخرج تابوت أبينا آدم من الفلك وخذ معك من أولادك ملكيزدق [١] لأنه كاهن الله تعالى وسيرا معا بالتابوت الى حيث يهديكما ملاك الرب. فعملا بهذه الوصية وهداهما الملاك الى جبل بيت المقدس ووضعا التابوت على قلة هناك فغاص فيها. فعاد شام الى اهله ولم يعد ملكيزدق لكنه بنى ثمّ مدينة اسمها أورشليم اي قرية السلام ولذلك تسمّى هو ايضا مليخ شليم اي ملك السلام وسكنها باقي أيامه لهجا بالعبادة وما غشي امرأة ولا أراق دما وكان قربانه خبزا وخمرا فقط. ولأن الكتاب الالهي ابان عن عظم شأنه واعرض عن ابانة نسبه وتاريخي ولادته ووفاته. قال الرسول المغبوط بولس: لا ابتداء لأيامه ولا انقضاء لسنته. وقد ضرب مثلا للمسيح في نبوة داود حيث قال: أنت الكاهن الى الأبد بهيئة ملكيزدق.

وعلى تلك القلة التي فيها قبر آدم صلب السيد المسيح.

[(أرفخشد بن شام)]

ولد له قينان على الرأي السبعينيّ وعمره مائة وثلثون سنة وجميع أيامه اربعمائة وخمس وستون سنة وليس لهذا قينان ذكر في التورية العبرية ولا في التي بيد السمرة وهو مذكور في إنجيل لوقا [٢] .

[(قينان بن أرفخشد)]

ولد له شالح على الرأي السبعيني وعمره مائة وثلثون سنة.

وجميع أيامه اربعمائة وثلثون سنة. واما على رأي اليهود فارفخشد لما أتت عليه خمس وثلثون سنة ولد له شالح. وكذلك السمرة انما تجعل شالح ابنا لارفخشد لا لقينان بن أرفخشد.

وقيل ان هذا قينان اخترع علم الأفلاك بعد الطوفان وبنوه اتخذوه إلها وصاغوا له تمثالا بعد وفاته وسجدوا له. وهو بنى مدينة حرّان على اسم هاران ابنه.


[١-) ] لا ندري على من استند المؤلف في زعمه ان ملكيزدق كان في ايام نوح وانه كان ابن شام. وهو نفسه يقول بعيد هذا ان الكتاب الالهي اعرض عن ابانة نسب ملكيزدق وتاريخي ولادته ووفاته.
والذي نعلمه ان ملكيزدق كان في ايام ابراهيم لا في ايام نوح. ولا يظهر انه أراد شخصا آخر يدعى بهذا الاسم.
[٢-) ] ان القديس لوقا روى ان قينان هو ابو شالح مستندا في ذلك الى تقليد قديم العهد والى النسخة السبعينية (تكوين ص ١١ ع ١٢) . هذا وان اغفال التوراة العبرية اسم قينان واقتصارها على ذكر أرفخشد أبا لشالح مع انه جده في الحقيقة انما هو من باب التوسع والتساهل. ولمثله نظائر في الكتاب الكريم فضلا عن انه قد وقع في تواريخ العرب.