للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما يرى الجهال شيئا من الكتب القديمة مترجما بنقل حبيش فيظن الغرّ منهم انه حنين وقد صحّف فيكشطه ويجعله حنين.

[(المنتصر بن المتوكل)]

بايع له [١] قتلة أبيه تلك الليلة التي قتلوا المتوكل. فلما أصبح يوم الأربعاء حضر القوّاد والكتّاب والجند والوجوه الجعفرية فقرأ عليهم احمد بن الخصيب [٢] كتابا يخبر فيه عن المنتصر ان الفتح بن خاقان قتل المتوكل فقتله به فبايع الناس وانصرفوا.

وفي سنة ثماني وأربعين ومائتين جدّ وصيف وبغا وباقي الأتراك في خلع المعتزّ والمؤيّد وألحّوا على المنتصر وقالوا: نخلعهما ونبايع لابنك عبد الوهاب. فلم يزالوا به حتى أجابهم وخلعهما بالكره منه ومنهما. ثم دعاهما وقال لهما: أترياني خلعتكما طمعا في ان اعيش حتى يكبر ولدي وأبايع له والله ما طمعت في ذلك ساعة قط ولكن هؤلاء (وأومأ الى سائر الموالي الأتراك ممن هو قائم وقاعد) ألحوا عليّ في خلعكما. وفي هذه السنة وهي سنة ثماني وأربعين ومائتين مات المنتصر يوم الأحد لخمس ليال خلون من ربيع الآخر بالذبحة وكانت علته ثلثة ايام. قيل وكان كثير من الناس حين أفضت الخلافة اليه الى ان مات يقولون: انما مدة حياته ستة أشهر مدة شيرويه بن كسرى قاتل أبيه تقوله العامة والخاصة.

وكان عمره خمسا وعشرين سنة وستة أشهر وخلافته ستة أشهر.

[(المستعين احمد بن محمد بن المعتصم)]

لما توفي المنتصر اجتمع الموالي في الهاروني من الغد وفيهم بغا الكبير وبغا الصغير وأتامش وتشاوروا وكرهوا ان يتولى الخلافة واحد من ولد المتوكل لئلا يغتالهم فاجمعوا على المستعين احمد بن محمد بن المعتصم وبايعوه.

وفي سنة تسع وأربعين ومائتين شغب الجند والشاكرية ببغداد لما رأوا من استيلاء الترك على الدولة يقتلون من يريدون من الخلفاء ويستخلفون من احبوه من غير ديانة ولا نظر للمسلمين. فاجتمعت العامة ببغداد بالصراخ والنداء والنفير وفتحوا السجون وأخرجوا من فيها واحرقوا احد الجسرين وقطعوا الآخر وانتهبوا دور اهل اليسار واخرجوا أموالا كثيرة ففرقوها فيمن نهض الى حفظ الثغور واخرجوا المعتزّ من الحبس وأخذوا من شعره وكان قد كثر وبايعوا له بالخلافة وخلعوا المستعين وكانت أيامه سنتين وتسعة أشهر. فسار المستعين الى بغداد سنة احدى وخمسين ومائتين وحوصر بها. ثم في سنة اثنتين وخمسين ومائتين خلع نفسه من الخلافة فبايع للمعتزّ بن المتوكل وخطب للمعتزّ ببغداد. فلما بايع المستعين للمعتز وجهه الى البصرة ومنها الى أواسط وتقدم بقتله فقتل وحمل رأسه الى المعتزّ


[١-) ] بايع له إلخ ر بويع له ليلة قتل أبوه المتوكل.
[٢-) ] الخصيب ر الخطيب.