للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقدونيا وجميع بلاد اليونانيين. ولانطيوخس سوطير اي المخلص انطاكية وجميع بلاد الشام. وبعد اثنتي عشرة سنة من موت الإسكندر حصل لسلوقوس المسمّى نيقاطور اي القاهر ملك بابل وكل العراق وخراسان الى الهند. ومن أول ولايته يبتدئ هذا التاريخ المعروف بتاريخ الإسكندر وهو الذي يورّخ به السريان والعبريون. ومن آدم الى أول هذا التاريخ على رأي ثاوفيل الرهاوي خمسة آلاف ومائة وسبع وتسعون سنة.

فإذا زدنا على سني الإسكندر التامة اعني سني سلوقوس هذا المبلغ وعلى الشهور التامة من السنة المنكسرة التي أولها تشرين الاول شهرا واحدا حصل لنا سنون تامة وشهور من السنة المنكسرة التي أولها شهر أيلول وبهذا التاريخ يؤرّخ الروم في زماننا هذا.

[(بطلميوس فيلاذلفوس)]

اي محب أخيه. ملك ثماني [١] وثلثين سنة. وفي زمانه خلع الأرمن طاعة ملوك اليونان ونصبوا لهم ملكا اسمه ارشك. ومن هنا سمّوا ارشكونية.

ولما ملك هذا بطلميوس حبّب اليه العلم والعلماء وسمع ان في السند والهند وفارس وجرجان وبابل واثور فنونا من الحكمة غير التي عند اليونان فتقدم الى وزيره بالاجتهاد في جمع كتب هذه الأمم وتحصيلها والمبالغة في اثمانها وترغيب التجار في جلبها. ففعل ذلك فاجتمع من ذلك في مدة قريبة اربعة وخمسون ألف كتاب ومائة وعشرون كتابا.

فلما علم الملك باجتماعها قال لوزيره: أترى بقي في الدنيا شيء من كتب العلوم لم يكن عندنا. فقال له الوزير: بقي عند اليهود كتب إلهيّة اوحى الله بها الى الأنبياء فنطقوا بها.

فأمر ان يجدّ في طلبها. فأطلق سبيل جالية اليهود وطلب من اليعازر رئيس الكهنة ان يسيّر اليه جماعة من أحبار اليهود المتبحّرين في لغتي العبريين واليونانيين لينقلوا له كتب الوحي من اللغة العبرية الى اللغة اليونانية. فأرسل اليه اثنين وسبعين حبرا ذوي مهارة في النقل من كل سبط ستا. فرتب الملك كل اثنين منهم في بيت في جزيرة فوروا وأمرهم ان ينقل كل اثنين منهم كلّ واحد واحد من الكتب الإلهية. وعند الفراغ قوبلت النسخ الستة والثلاثون فوجدت مطابقة لم تتخالف لفظا ولا معنى فاعتمد على صحة النقل. وهذا النقل السبعينيّ هو المعتبر عند علمائنا وهو الذي بأيدي الروم وباقي فرق النصارى خلا السريان وخصوصا المشارقة فان نسختهم المسماة بسيطة لترك البلاغة في نقلها تطابق نسخة اليهود.

واما المغاربة فلهم النقلان البسيط المنقول من العبري الى السرياني بعد مجيء السيد المسيح في زمان ادي السليح. وقيل قبله في زمان سليمان بن داود وحيرم صاحب صور. والسبعيني


[١-) ] ثماني ر خمساس ثماني.