ذا فهم ومعرفة يحبّ الحكماء والعلماء. وبعده بقليل اندرجت طقز خاتون زوجته وكانت ايضا عظيمة في رأيها وخبرتها.
[(اباقا ايلخان)]
بعد ذلك اجتمعت الأولاد والأمراء والخواتين واتفقوا على ان اباقا ابن هولاكو يقعد على كرسي المملكة لان عنده العقل والكفاية والعلم والداراية. ولما جلس وتمكن كان سعيدا منصورا في جميع حركاته وسكناته محبوبا من جميع الخلق.
وكان قد سيّر هولاكو طلب ابنة ملك القسطنطينية خطبها لنفسه. فلما أخذها الرسل وخرجوا بها ووصلوا الى القيساريّة بلغهم الخبر بموت هولاكو ولم تتمكن من الرجوع الى بلادها فوصلت اليه ودخل عليها. وفيها وصل اليراليغ من اباقا الى بغداد ان علاء الدين صاحب الديوان يكون حاكما مطلقا لا يكون فوق يده يد. وكان شحنة بغداد قرابوغا ونائبه اسحق الارمنيّ يرومان اذيّته فانكفئا عنه وصارا يتحيّلان له بأذى فحصّلا شخصا أعرابيا وعلّماه ان يقول عنه انه سيّر جاء به من البادية بحيث يكون له دليلا عند ما يريد ان يأخذ ماله وأولاده وما يتعلّق به ويمشي الى الشام. وأوثقا مع البدويّ هذا الكلام. حينئذ سيّرا احتاطا بدار صاحب الديوان والبدويّ يحملانه الى الاردو.
وعند ما ضرب البدويّ وقرّر اقرّ ان اسحق الارمني علّمه ذلك فقتل البدويّ واسحق.
وفيها سيّر البندقدار صاحب مصر الى حاتم ملك الأرمن بحيث يدخل في طاعته ويحمل الجزية ويمكّن الناس من مشترى الخيل والبغال والحنطة والشعير والحديد من بلده وهم ايضا يخرجون الى الشام ويتاجرون ويبيعون ويشترون. وملك الأرمن خوفا من المغول لم يجب الى ذلك. فلم يتأخر البندقدار عن إنفاذ العسكر والركب الى بلد الأرمن.
وحاتم الذي هو ملك الأرمن لما تحقق ذلك خرج الى بلد الروم يطلب النجدة من امير المغول هناك يسمّى نفجي. فقال له: نحن بلا امير السلطان اباقا لا يمكن ان نفعل ذلك. وهجم المصريون على بلد الأرمن. ولما لم يكن ملكهم حاضرا اجتمعت اخوته وأولاده وامراؤه وجمعوا اتباعهم [١] وخرجوا ليمنعوا المصريّين من الدخول الى البلد.
ولما التقوهم عند موضع يقال له حجر سروند انكسرت الأرمن واستؤسر ولد الملك حاتم وقتل ولده توروس وانهزم الأمراء والعسكر. ونهبوا واخربوا بيعة سيس الكبيرة وكان الخراب العظيم في سيس وإياس وأقاموا هناك مدّة عشرين يوما ينهبون ويحرقون ويسبون.
وبعد خروجهم من البلد وصل الملك حاتم وقد صحب معه عسكرا من المغول والروم فما وجدوا أحدا بل البلد خرابا واشتغلوا بالأكل والشرب ومدّوا أيديهم وجمعوا جميع ما كان