للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عندنا بالسريانية وهما مشحونتان بالالغاز والرموز. وقيل ان انلينيا [١] الماجن جاءه فقال له: اهجني لافتخر بهجائك إذ لم أكن أهلا لمديحك. فقال له: لست فاعلا ذلك ابدا قال: فاني امضي الى رؤساء اليونانيين فأشعرهم بنكولك. قال اوميروس مرتجلا: بلغنا ان كلبا حاول قتال اسد بجزيرة قبرص. فامتنع عليه انفة. فقال له الكلب: انني امضي الى السباع فأشعرهم بضعفك. قال له الأسد: لان تعيّرني السباع بالنكول عن مبارزتك احبّ اليّ من ان ألوث شاربي بدمك.

[(أحاز بن يوثم)]

ملك ست عشرة سنة وأساء السيرة وقرب الذبائح للجن. حاربه فقاح بن رومليا مستنجدا برصان ملك الشام وأهلك من آل يهوذا مائة وعشرين ألفا.

ومات فقاح وملك بعده هوشع بن آلا تسع سنين. وفي سنة ثماني لملك أحاز غزاه شلمانعسر [٢] ملك بابل. وكتب أحاز نفسه عبدا له. وأخذ جميع ما وجد في بيت الرب والملك من الذهب والفضة والآنية. وحاصر مدينة شمرين ثلث سنين وفتحها وقتل هوشع وسبى العشرة الأسباط وفرقهم فيء جبال اثور واراضي بابل وبلاد الفرس. ومن أفلت من هذا السبي انضاف الى ملك السبطين يهوذا وبنيامين وبطل بذلك ملك العشرة الأسباط. وفي هذا الزمان عمرت جزيرة رودس وبقيت ألفا واربعمائة وخمس سنين الى ان اخربها المسلمون. وبنيت في بلد فونطوس مدينة طرابيزونطا.

وفي هذا الزمان اشتهر في الفلسفة ثاليس الملطي على ما ذكره اوسابيوس القيصري [٣] في تاريخه المسمى خرونيقون. وقيل هو أول يوناني صار الى ارض مصر وأخذ الحكمة من القبط ثم رجع الى ملطية. وكان أول ما اظهر لقومه من الحكمة انه انذرهم بكسوف الشمس انه سيقع في ساعة معيّنة من نهار معيّن. فلما صح حكمه مثل عندهم واستطرفوا [٤] إنذاره وتلمذ له جماعة منهم. والقبط أخذوا الحكمة من الكلدانيين. ولم يكن لليونانيين قبل ثاليس شيء من الحكمة وانما كانت حالهم كحال العرب لم يعرفوا غير علم اللغة وتأليف الاشعار والأمثال والخطب. وقيل أول من قال بالاطوماطون هو ثاليس اي ان الوجود لا موجد له واحتجّ بما شاهد في هذا العالم من الشرور. وهكذا يعتقد اهل الهند.


[١-) ] انلينيا ر انابيا.
[٢-) ] شلمانعسر ر شلمانسر.- كذا في السريانية [؟] . واما في العبرانية فهي [؟] شلمناسر.
[٣-) ] القيصري ر القيصراني.
[٤-) ] استطرفوا ر استظرفوا.