للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الروم مرعش وأوقعوا بأهل طرسوس. وفي سنة ثماني وثلثين وثلاثمائة توالت على عماد الدولة عليّ بن بويه الأسقام بمدينة شيراز فلما احس بالموت ولم يكن له ولد أنفذ الى أخيه ركن الدولة يطلب منه ان ينفذ اليه ابنه عضد الدولة فناخسروا ليجعله وليّ عهده.

فوصل اليه فأجلسه في داره على السرير ووقف هو بين يديه وأمر الناس بالانقياد له وكان يوما عظيما مشهودا. وفي سنة تسع وثلثين وثلاثمائة دخل سيف الدولة بن حمدان الى بلاد الروم فغزا وأوغل فيها وسبى وغنم. فلما أراد الخروج أخذوا عليه المضايق فهلك من كان معه من المسلمين اسرا وقتلا واستردّ الروم الغنائم والسبي وغنموا أثقال المسلمين وأموالهم ونجا سيف الدولة في عدد يسير. وفي سنة ثلث وأربعين وثلاثمائة مات الأمير نوح بن نصر الساماني في ربيع الآخر وملك خراسان بعده ابنه عبد الملك. وفيها غزا سيف الدولة ابن حمدان بلاد الروم وقتل ابن نيقيفور الدمستق فعظم الأمر عليه. فجمع عساكر كثيرة من الروم والروس والبلغار وقصد الثغور فسار اليه سيف الدولة فالتقوا واشتدّ القتال بينهم وصبر الفريقان. ثم انتصر المسلمون وانهزم الروم واستوسر صهر الدمستق وابن ابنة. وفي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة غزا ايضا سيف الدولة بلاد الروم وسبى وغنم وأسر وبلغ الى خرشنة. ثم ان الروم أخذوا عليه المضايق فلما أراد الرجوع قال له من معه من اهل طرسوس: الرأي ان لا تعود في الدرب الذي دخلت منه ولكن ترجع معنا في مسالك نعرفها. فلم يقبل منهم وكان معجبا برأيه يحبّ ان يستبدّ ولا يشاور أحدا لئلّا يقال انه أصاب برأي غيره وعاد في الدرب الذي دخل منه. فظهر الروم عليه واستردوا ما معه من الغنائم ووضعوا السيف في أصحابه فأتوا عليهم قتلا واسرا وتخلّص هو في ثلاثمائة رجل بعد جهد ومشقة. وفي سنة خمسين وثلاثمائة سقط الفرس تحت عبد الملك بن نوح صاحب خراسان فمات من سقطته. وولي بعده اخوه منصور ابن نوح. وفي سنة احدى وخمسين وثلاثمائة في المحرّم نزل الروم مع الدمستق على عين زربة وفتحوها بالأمان فدخلها ونادى في البلد اوّل الليل بان يخرج جميع أهلها الى المسجد ومن تأخر في منزله قتل. فخرج من امكنه الخروج. فلما أصبح انفذ رجاله وكانوا ستين ألفا فقتلوا خلقا كثيرا من الرجال والنساء والصبيان ممن وجدوه خارج المسجد.

وأمر من في المسجد بان يخرجوا من البلد حيث شاءوا يومهم ذلك ومن أمسى قتل.

فخرجوا مزدحمين فمات بالزحمة جماعة ومرّوا على وجوههم لا يدرون اين يتوجهون فماتوا في الطرقات وقتل الروم من وجدوه بالمدينة آخر النهار. فلما أدرك [١] الصوم انصرف


[١-) ] أدرك ر أدركهم.