للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في ولد [١] لهم فيه نسب وكان الصداق مائة ألف دينار. وفيها كانت فتنة عظيمة بين عامّة شيراز من المسلمين والمجوس ونهبت فيها دور المجوس وضربوا وقتل منهم جماعة فسيّر إليهم عضد الدولة من جمع له كل من له في ذلك اثر وضربهم وبالغ في تأديبهم وزجرهم.

وفي سنة احدى وسبعين وثلاثمائة فتح البيمارستان العضديّ غربي بغداد ونقل اليه جميع ما يحتاج اليه من الادوية. وفيها أرسل عضد الدولة القاضي أبا بكر المعروف بابن الباقلاني رسولا الى ملك الروم فلما وصل قيل له ليقبّل الأرض بين يديه فامتنع. فعمل الملك بابا صغيرا ليدخل منه القاضي منحنيا. فلما رأى القاضي الباب علم ذلك فاستدبره ودخل منه. فلما دخل وجازه استقبل الملك قائما. وفي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة اشتدّ الصرع الذي كان يعتاده عضد الدولة فخنقه فمات منه ثامن شوّال ببغداد. وكانت ولايته بالعراق خمس سنين ونصفا. وجلس ابنه صمصام الدولة ابو كاليجار للعزاء فأتاه الطائع لله معزّيا. وكان عمر عضد الدولة سبعا وأربعين سنة. وكان قد سيّر ولده شرف الدولة أبا الفوارس الى كرمان مالكا لها. وكان عضد الدولة عاقلا فاضلا حسن السياسة كثير الاصابة شديد الهيبة بعيد الهمّة ثاقب الرأي محبا للفضائل وأهلها باذلا في مواطن العطاء ومانعا في أماكن الحرم ناظرا في عواقب الأمور. ولما توفي عضد الدولة ولي الأمر بعده ولده صمصام الدولة ابو كاليجار وخلع على أخويه ابي الحسين احمد وابي طاهر فيروز شاه فاقطعهما فارس. وكان أخوهم الآخر شرف الدولة بكرمان فسبقهما الى شيراز فملكها.

وفي سنة ثلث وسبعين وثلاثمائة مات مؤيد الدولة بجرجان وكانت علّته الخوانيق. وعاد فخر الدولة اخوه الى مملكته واتفق مع صمصام الدولة وصارا يدا واحدة. وفيها دخل باد [٢] الكردي الحميديّ الى الموصل واستولى عليها وقويت شوكته وحدّث نفسه بالتغلّب على بغداد وازالة الديلم عنها. فخافه صمصام الدولة وأهمّه أمره وشغله عن غيره وجمع العسكر فساروا الى باد فخرج إليهم ولقيهم في صفر سنة اربع وسبعين فأجلت [٣] الوقعة عن هزيمة باد وأصحابه وملك الديلم الموصل. وفي سنة سبع وسبعين سار شرف الدولة ابو الفوارس بن عضد الدولة من الأهواز الى واسط فملكها. فخافه اخوه صمصام الدولة وسار في طيّار اليه في خواصه فلقيه وطيّب قلبه فلما خرج من عنده قبض عليه وسار فوصل الى بغداد في شهر رمضان واخوه صمصام الدولة معه تحت الاعتقال وكانت امارته بالعراق اربع سنين. وفي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة اعتلّ شرف الدولة فلما اشتدّت علّته


[١-) ] ولد لهم ر ولدهم.
[٢-) ] باد ر بادي.
[٣-) ] فأجلت ر فانجلت.