للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الى لؤلؤة به وبسائر اهله. وفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة نزل ملك الروم بارمينية وحصر خلاط وملازكرد [١] وأرجيش فضعفت نفوس الناس عنه ثم هادنه ابو عليّ الحسن ابن مروان مدة عشر سنين وعاد ملك الروم. وفي سنة ست وثمانين وثلاثمائة توفّي العزيز العلوي صاحب مصر وعمره اثنتان وأربعون سنة وثمانية أشهر بمدينة بلبيس [٢] وولي بعده ابنه ابو عليّ المنصور ولقّب الحاكم بأمر الله. وكان العزيز يحبّ العفو ويستعمله فمن حلمه انه كان بمصر شاعر كثير الهجاء فهجاء يعقوب بن كلس الوزير وأبا نصر كاتب الإنشاء فقال:

قل لابي نصر كاتب القصر ... والمتأني لنقض ذا الأمر

انقض عرى الملك للوزير تفز ... منه بحسن الثنا والذكر

وأعط وأمنع ولا تخف أحدا ... فصاحب القصر ليس بالقصر

وليس يدري ماذا يراد به ... وهو إذا ما درى فما يدري

فشكاه الوزير الى العزيز وأنشده الشعر. فقال له: هذا شيء اشتركنا في الهجاء به فشاركني في العفو عنه. وفي سنة سبع وثمانين وثلاثمائة توفّي الأمير نوح بن منصور صاحب بخارا وولي الأمر بعده ابنه منصور. وفيها مات سبكتكين [٣] وملك بعده إسماعيل. ثم أرسل اليه وهو بغزنة [٤] اخوه يمين الدولة محمود من نيسابور يعرّفه [٥] ان أباه انما عهد اليه لبعده عنه ويذكّره ما يتعيّن من تقديم الكبير. فلم يجبه الى ذلك.

فسار اليه وقاتله وقبض عليه ثم أعلى منزلته وشركه في الملك [٦] . وفيها مات فخر الدولة ابن ركن الدولة بن بويه وقام بملكه بعده ولده مجد الدولة ابو طالب رستم وعمره اربع سنين وكان المرجع الى امّه في تدبير الملك وعن رأيها يصدرون. وفيها توفّي مأمون ابن محمد صاحب خوارزم وولي الأمر بعده ولده عليّ. وفي سنة احدى واربعمائة خطب قرواش بن المقلد امير بني عقيل للحاكم العلويّ صاحب مصر بأعماله كلّها وهي الموصل والأنبار والمدائن والكوفة وغيرها. وفي سنة ثلث واربعمائة قتل شمس المعالي


[١-) ] ملازكرد ر ملاسكرد.
[٢-) ] وكانت خلافته احدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصفا ومولده بالمهدية من افريقية.
[٣-) ] وكانت مدة ملكه عشرين سنة ودام ملك بيته مدة طويلة جازت مدة ملك السامانية والسلجوقية وغيرهم.
[٤-) ] وهو بغزنة ر يعزّيه.
[٥-) ] يعرفه ر وذكر.
[٦-) ] كان يمين الدولة محمود أول من لقّب بالسلطان ولم يلقب به احد قبله.