للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسل المغول في طلب السلطان عزّ الدين ليحضر بنفسه في خدمة قاان. فتعلّل محتجّا بمعاداة من يحاوره من ملوك اليونانيّين والأرمن ايّاه وانه متى فارق بلاده ملكها هؤلاء وكان يرضي الرسل بالهدايا وبذل الأموال ويدافعهم من وقت الى وقت. ثم سيّر أخاه ركن الدين وفوّض تدبيره الى بهاء الدين الترجمان وجعله اتابكه وأرسله صحبته واستوزر عزّ الدين لنفسه رجلا اصفهانيّا وهو صاحب علم وفضل يلقّب. بشمس الدين فتمكّن من الدولة الى حدّ أن تهيّأ له التزوّج بأمّ السلطان عزّ الدين فثقل ذلك على الأمراء طرّا.

وفيها مرض قاان ولما اشتدّ مرضه سيّر رسولا في طلب ابنه كيوك فاهرع اليه من غير توقّف فلم يمهل القضاء ليجتمع بالوالد فأقام بالمكان الذي بلغه فيه وفاته وكانت والدته توراكينا خاتون ذات دهاء كافية فطنة فاتّفق جغاتا وباقي الأولاد على انها تنصرّف في تدبير الممالك الى وقت القوريلتاي لأنها أمّ الأولاد الذين لهم استحقاق الخانيّة. وفي سنة اربع وأربعين وستمائة تمّ اجتماع الأولاد والأحفاد وأمراء المغول في وقت الربيع وحضر في المجمع من غير المغول ايضا ممّا وراء النهر وتركستان الأمير مسعود بيك ومن خراسان الأمير ارغون اغا [١] وصحبته أكابر العراق واللور واذربيجان وشروان.

ومن الروم السلطان ركن الدين [٢] . ومن الأرمن الكندسطبل أخو التكفور [٣] حاتم.

ومن كرجستان الداودان الكبير والصغير. ومن الشام أخو الملك الناصر صاحب حلب.

ومن بغداد فخر الدين قاضي القضاة ومن علاء الدين صاحب الالموت محتشمو قهستان.

فإذ تمّ هذا المجمع العظيم [٤] الذي لم يعهد مثله وقع الاتفاق على كيوك. وكان له اخوان آخران أحدهما يسمّى كوبان والآخر طفل يسمّى سيرامون. وانما اختير هو من دونهما لكونه مشهورا بالغلبة والشطط والاقتحام والتسلط وكان هو اكبر الاخوة فأهل للولاية وأجليس على سرير الملك وخدموه ودعوا له كالعادة وأطاعوه وكيوك خان سمّوه.

وفي سنة خمس وأربعين وستمائة ولّى كيوك خان على بلاد الروم والموصل والشام والكرج [٥]


[١-) ] اغا ر اقا.
[٢-) ] هو أخو سلطان قونية.
[٣-) ] الكندسطبل بن كانت تعني أولا وظيفة امير الاخور ثم عنوا بها امير الجيوش. وتكفور لفظة ارمنية [؟] معناها ملك.
[٤-) ] فات المؤلف ان يذكر فيمن حضر في هذا المجمع العظيم الراهب يوحنا دي بلان كاربين سفير الباب اينوشنسيوس الرابع وكان من رهبنة مار فرنسيس.
[٥-) ] وفي رواية: والكرج والأرمن.