للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يطيقوا فتحها في الحال الّا بعد سنتين. ووصل أكابر الديلم وصالحوا المغول على تخريب قلاعهم. وفي أواسط ذي الحجة عاد هولاكو الى الاردو بناحية همذان وسيّر ركن الدين وبنيه وبناته وأزواجه الى قزوين. وفي سنة خمس وخمسين وستمائة التمس ركن الدين خوزشاه من هولاكو ان يسيّره الى عبودية مونككا قاان. فأعجبه ذلك وأرسله ومعه تسعة نفر من أصحابه صحبة الايلجية. فلما وصلوا الى مدينة بخارا خاصم الايلجية وتسافه عليهم فحقدوا عليه. فلما وصلوا الى قراقورم لم يؤذن لركن الدين ان يحضر وبرز مرسوم مونككا قاان اليه ان: يجب عليك العود الى بلدك والتقدم الى نوابك ليسلموا قلعتي كرذكوه وكمشير فإذا سلموهما واخربتهما تحضر مرة اخرى ويكون لك التليشميشي اي الإكرام والقبول. فنكص ركن الدين بهذا الرجاء على عقبه. وفي الطريق أهلك مع من كان معه من أصحابه. ووصل يرليغ مونككا قاان الى هولاكو ليقتل الملاحدة باسرهم ولا يبقى منهم اثر. فأرسل قراقاي اليبتكتجي الى قزوين وقتل بني ركن الدين وبناته واخوته وأخواته مع جميع عساكر الملاحدة واوتكوحنا نوين [١] ايضا أخرج من رعايا الإسماعيلية بحجة الحشر اثني عشر ألف رجل وقتلهم كلهم واخلى الأرض من كل من ألحد في دينه.

وفيها سيّر السلطان عزّ الدين رسولا الى خدمة هولاكو شاكيا على بايجو نوين انه ازاحه عن ملكه. فأمر هولاكو ان يتقاسما الممالك هو واخوه ركن الدين. فظهر عزّ الدين فأتى الى قونية ومضى ركن الدين مع بايجو نوين الى مخيّمه. ولخوف عزّ الدين من بايجو نوين وجّه مملوكه طفلا [٢] الى نواحي ملطية وخرتبرت ليستخدم له عسكرا من الأكراد والتركمان والعرب. فوصل هذا المملوك وسيّر في طلب شرف الدين احمد ابن بلاس من بلد الهكار وشرف الدين محمد بن الشيخ عدي من بلد الموصل الكرديّين فاتياه. فاقطع ابن بلاس ملطية وابن الشيخ عدي خرتبرت. اما ابن بلاس فلم يقبله اهل ملطية لأنهم كانوا مستحلفين لركن الدين فكان يضطهدهم ويجور عليهم. فما احتملوه وآل أمرهم معه الى ان وثبوا بأصحابه وقتلوا منهم نحو ثلاثمائة رجل وهرب هو مع من تبعه من أصحابه واجتازوا ببلد قلوذيا واحرقوا دير ماذيق [٣] يوم الشعانين وعبروا الى بلد آمد وهناك أدركهم صاحب ميافارقين وقتل ابن بلاس وأسر أصحابه. واما ابن


[١-) ] ويروى: وايكوجبا ويروى يوحنا.
[٢-) ] ويروى: طغربلابا. س [؟] . ويروى: مملوكه الى نواحي.
[٣-) ] ماذيق س [؟] ويروى: دير ماريق.