للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقلنا عَفَا الله عَمَّا سَلَفَ. ٥: ٩٥ وتقدمنا بإصلاح امور أوقاف المسلمين من المساجد والمشاهد والمدارس. وعمارة بقاع البرّ والربط الدوارس. وإيصال حاصلها بموجب عوائدها القديمة الى مستحقها بشروط واقفها. ومنعنا ان يلتمس شيء مما استحدث عليها وان لا يغيّر احد شيئا مما قرّر [١] أولا فيها. وأمرنا بتعظيم امر الحجّ وتجهيز وفدها وتأسيس سبيلها وتسيير قوافلها. وأطلقنا سبيل التجار والمتردّدين الى البلاد وليسافروا بحسب اختيارهم على احسن قواعدهم. وحرمنا على العساكر والشحاني في الأطراف التعرّض لهم في مصادرهم ومواردهم. وقد كان صادف قراغولنا جاسوسا في زيّ الفقراء كان سبيل مثله ان يهلك فلم نر اهراق دمه صيانة لحرمة ما حرّمه الله تعالى وانفذناه إليهم. ولا يخفى عليهم ما كان في إنفاذ الجواسيس من الضرر العام للمسلمين. فان عساكرنا طال ما رأوهم في زيّ الفقراء والنسّاك واهل الصلاح فساءت ظنونهم في تلك الطوائف فقتلوا منهم من قتلوا. وفعلوا بهم ما فعلوا. ورفعت الحاجة بحمد الله تعالى الى ذلك بما صدر اذننا به من فتح الطريق وتردّد التجّار وغيرهم. فإذا أمعنوا الفكر في هذه الأمور وأمثالها فلا يخفى عنهم انها أخلاق جبلّيّة طبيعية وعن شوائب التكلّف والتصنّع عريّة. وإذا كانت الحال على ذلك فقد ارتفعت دواعي النفرة التي كانت موجبة للمخالفة. فإنها ان كانت بطريق الدين. والذبّ عن حوذة المسلمين. فقد ظهر بفضل الله ويمن دولتنا النور المبين. وان كان لما سبق من الأسباب. فمن يجري الآن طريق الصواب. وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ. ٣٨: ٤٠ وقد رفعنا الحجاب بفصل الخطاب وعرّفناكم ما عزمنا عليه من نيّة خالصة لله تعالى وأتينا باستيفائها [٢] . وحرّمنا على جميع عساكرنا العمل بخلافها. ليرضى الله والرسول. وتلوح على صفائحها آثار الإقبال والقبول. وتستريح من اختلاف الكلمة هذه الامّة. وتنجلي بنور الائتلاف واللمّة ظلمة الاختلاف والغمّة. فيسكن في سابغ ظلّها البوادي والحواضر. وتقوى القلوب التي بلغت من الجهد الى الحناجر. ويعفى عن سائر الهفوات والجرائر. فان وفّق الله تعالى سلطان مصر لما فيه صلاح العالم. وانتظام امور بني آدم. فقد وجب عليه التمسّك بالعروة الوثقى. وسلوك الطريقة المثلى. بفتح أبواب الطاعة والاتحاد [٣] . وبذل الإخلاص بحيث تعمر تلك الممالك والبلاد. وتسكن الفتن الثائرة. وتغمد السيوف


[١-) ] ويروى: قدّر.
[٢-) ] ويروى: استئنافا. ولعل الصواب باستئنافها.
[٣-) ] وفي نسخة: والإيجاد.