للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وميراثه بعد والده وأخيه الكبير اليه. وافاضة هذه المواهب العظيمة عليه. وتوقّله الاسرّة التي طهّرها [١] إيمانه وأظهرها سلطانه فقد أورثه الله من اصطفاه من عباده [٢] .

وصدق المبشرات له من كرامة أوليائه وعبّاده. واما حكاية اجتماع الاخوان والأولاد والأمراء الكبار في قوريلتاي الذي ينقدح فيه زند الآراء وان كلمتهم اتفقت على ما سبق به حكم أخيه الكبير في إنفاذ العساكر الى هذا الجانب وانه فكر فيما اجتمعت عليه آراؤهم وانتهت اليه اهواؤهم فوجده مخالفا لما في ضميره إذا قصده الصلاح ودأبه [٣] الإصلاح. وانه اطفأ تلك النائرة. وسكّن تلك الثائرة. فهذا فعل الملك التقيّ المشفق على قومه. ومن يفي الفكر في العواقب. بالرأي الثاقب. وإلّا فلو تركوا آراءهم حتى يحملهم الهوى لكانت تكون هذه الكرّة هي الكرّة [٤] . لكن هو كمن خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى. ولم يوافق قول من ضلّ ولا فعل من غوى. واما القول انه لا يحبّ المسارعة للمقارعة الّا بعد إيضاح المحجّة وتركيب الحجّة. فانتظامه [٥] في سلك [٦] الايمان صارت حجّتنا وحجّته المتركبة على من عدت طواغيه عن سلوك هذه المحجة مسكتة. وان الله سبحانه والناس كافة قد عملوا ان قيامنا انما هو لنصر هذه الملّة وجهادنا واجتهادنا انما هو لله. وحيث قد دخل معنا في الدين هذا الدخول.

فقد ذهبت الأحقاد وزالت الذحول. وبارتفاع المنافرة. تحصل المناصرة. فالايمان كالبنيان يشدّ [٧] بعضه من بعض. ومن اقام مناره فله اهل بأهل في كل مكان وجيران بجيران في كل ارض. واما تركيب هذه الفوائد الجمّة على اذكار شيخ الإسلام قدوة العارفين كمال الدين عبد الرحمن أعاد الله من بركاته فلم ير وليّ من قبل كرامة كهذه الكرامة. والرجاء ببركة الصالحين ان تصبح كل دار للإسلام دار اقامة [٨] حتى تتمّ شرائط الايمان. ويعود شمل الإسلام كأحسن ما كان. ولا ينكر بمن بكرامته ابتدأ هذا التمكن في الوجود. ان كل حقّ ببركته الى مصابه [٩] يعود. واما إنفاذ


[١-) ] ويروى: ظهرها.
[٢-) ] ويروى: أورثه الله من عباده ومصطفيه وصدق إلخ.
[٣-) ] ويروى: آدابه.
[٤-) ] ويروى: «الفكرة» . ولا وجه لها.
[٥-) ] كذا في نسختين ولعل الصواب: فبانتظامه.
[٦-) ] ويروى: مسلك.
[٧-) ] ويروى: يشيد.
[٨-) ] ويروى: دارا قائمة.
[٩-) ] ويروى: إذ كان كل حق ببركته الى قضائه يعود. ولعل الصواب «الى نصابه» اي أصله.