للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكلمة يكون صلاح العالم. وينتظم شمل بني آدم. فلا ريب لمن طرق باب الاتحاد ومن جنح السلم فما حاد [١] . ومن ثنى عنانه عن المكافحة. كمن مدّ يد المصالحة للمصافحة. والصلح وان كان سيّد الأحكام فلا بدّ من امور تبنى عليها قواعده.

ويعلم من مدلولها فوائده. فان الأمور المسطورة في كتابه كليّات لازمة يفهم [٢] بها كل معنى ويعلم ان يتهيأ صلح او لم [٣] . وثمّ امور لا بدّ وان يحكم في سلكها عقودا لعهود تنظم قد يحملها لسان المشافهة التي إذا أفردت أقبلت ان شاء الله عليها النفوس. واحرزتها [٤] صدور الرسل كأحسن ما تحرزه سطور الطروس. واما الاستشهاد بقوله تعالى: وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا. ١٧: ١٥ فما على السبق من الودّ بنسج ولا على السبيل بنهج [٥] . بل الفضل لمن تقدّم. في الدين حقوق ترعى. وافادات تستدعى. وعند الانتهاء الى جواب ما لعلّه يجب عنه [٦] الجواب من فصول الكتاب.

وسمعنا المشافهة التي على لسان اقضى القضاة قطب الملّة والدين. وانتظام عقده بسلك المؤمنين. وما بسطه من عدل واحسان. وسيرة مشكورة يكلّ عن وصفها اللسان.

فقد انزل الله على رسوله في حقّ من امتنّ بإسلامه: قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ. ٤٩: ١٧ ومن المشافهة انه قد أعطاه الله من العطايا ما أغناه عن امتداد الطرف الى ما في يد غيره من ارض وماء. فان حصلت الرغبة في الاتفاق على ذلك فالأمر حاصل. فالجواب ان ثمّ أمورا متى حصلت عليها الموافقة.

تمّت المصادقة. ورأى الله تعالى والناس كيف يكون مصافينا. وإدلال معارفينا عند تصافينا [٧] . وكم من صاحب وجد حيث لا يوجد [٨] الأب والأخ والقرابة. وما تمّ امر الدين المحمديّ واستحكم في صدور الإسلام الّا بمظاهرة أصحابه [٩] . فان كانت


[١-) ] وفي نسخة باريز: فلا راد لمن طرق باب الإيجاب ومن جنح السلم فما حاد ولا جاد. ولا معنى للروايتين.
ونظن انه يلزم تصحيح العبارة كما يأتي: فلا ريب ان من طرق باب الاتحاد. كمن جنح للسلم فما حاد.
[٢-) ] ويروى: ينعم. وهو تصحيف.
[٣-) ] ويروى: الم.
[٤-) ] وفي نسخة باريز: افرزتها. ويروى: احررتها وتحرره. وكلا الروايتين تصحيف.
[٥-) ] ويروى: «فما على السيف الود بنسخ» . فلا ريب ان كلمة «نسخ» مصحفة. ولعل الرواية الصحيحة هي: فما على السبق (او السيف) الود ينسج. ولا على السبيل ينهج.
[٦-) ] ويروى: ما لعلة. ويروى: «عنها» بدل عنه.
[٧-) ] وفي نسخة باريز: كيف تكون مضافينا وإذلال معالينا واعزاز مصافينا. ولعل القراءة الصحيحة هي:
كيف يكون تصافينا وإذلال معادينا (او معالينا) واعزاز مصافينا.
[٨-) ] لفظة «يوجد» ناقصة في نسخة باريز.
[٩-) ] وفي النسخة نفسها يروى: بظاهره الصحابة. ونظن الصواب «بمظاهرة الصحابة» .