للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عامر بن الطفيل وأرينّه الحتوف» فأمّن القوم، فقال رسول الله : أيها الناس إنه سيأتيكم الراكب الميمون الذي تحبّون، وأشار من قبل أرض بني عامر بن صبرة بن أنيس بن لقيط بن (عامر) بن المنتفق بن عامر بن عقيل؛ فأتاه، فأعجبه، وقال:

ما فعل قومك؟ قال: قومي على ما يحبّ رسول الله، وقد أتيتك بطواعيتهم إياك وحرصهم عليك، فقال أعجل قومك، ومسح ناصيته وصافحه، وقال: هذا الوافد الميمون. فلما جاءوه قال: أبى الله لبني عامر إلاّ خيرا، فدفع يزيد بن مالك بن خفاجة إلى الضّحّاك بن سفيان البكري (١) الذي جعله النبي قائدا على سليم وعامر، ودفع إليه ذات الأذنة ودرعه وحصانه وسيفه، وهو سلب حارثة الكندي. وقال مزاحم بن الحارث بن عقال الخويلدي:

أحارثة الكندي ذا التاج إننا … متى ما نواقع حارة القوم نقتل

وننعم ولا ينعم علينا وإن نعش … بدأنا وأبدا من يظالم يفصل

ونغصب ولا نغصب وتأسر رماحنا … كرام الأسارى بين نعم ومحول

وقال حارثة:

يريك شراها يا طفيل بن مالك … دلاص الحديد عن أشمّ طويل

وهم سلبوا ذات الأذنة عنوة … وهم تركوا بالشّعب ألف قتيل

حدثنا عفان قال، حدثنا محمد بن دينار قال، حدثنا يونس عن عكرمة قال: جاء عامر (٢) إلى النبي


(١) هو الضحاك بن سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة العامري ولاه الرسول على من أسلم من قومه وآمره على بني سليم عند فتح مكة لأنهم جميعا من قيس عيلان. (انظر أسد الغابة ٣٦:٣، الإصابة ١٩٨:٢، الاستيعاب ١٩٩:٢).
(٢) هو عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الجعفري، كان سيد بني عامر في الجاهلية، مات كافرا، وقصته وقصة