للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله عنه إلى السوق، حتى إذا نزل بسوقنا قام فقال: ما بال (١) أقوام احتكروا بفضل أدهانهم على الأرامل والمساكين، فإذا خرج الجلاب باعوا على نحو مما يريدون من التحكم ولكن أيّما جالب جلب بجمله على عمود كتده (٢) في الشتاء والصيف حتى ينزل بسوقنا فذلك ضيف عمر بن الخطاب ، فليبع كيف شاء الله، وليمسك كيف شاء الله.

حدثنا الحكم بن موسى قال، حدثنا الهقل بن زياد، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب قال، قال عمر : يا معشر التجار لا تتّجروا علينا في زماننا، لا تتجروا علينا في سوقنا، فمن حضركم عند بيع من المسلمين فهو فيه كأحدكم، ولكن سيروا في الآفاق فاجلبوا علينا ثم بيعوا كيف شئتم.

حدثنا محمد بن مصعب قال، حدثنا أبو بكر - يعني ابن أبي مريم - عن عطية بن قيس، عن أبيه: أن رجلا جاء بزيت فوضعه في السوق، فجعل يبيع بغير سعر الناس، فقال له عمر :

إما أن تبيع بسعر السوق وإما أن ترحل عن سوقنا، فإنا لا نجبرك على سعر، قال: فنحاه عنهم.

حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير قال، حدثنا


(١) بياض في الأصل والمثبت يقتضيه السياق.
(٢) الكتد: مجتمع الكتفين من الإنسان، وقيل هو الكاهل وقيل مفرز العنق، ويقال نقلنا التراب على الاكتاف والأكتاد، كما يقال: ولوهم أكتافهم وأكتادهم.
(أقرب الموارد).