مع كثرة التصانيف في علم القراءات، ما بين مصنف وجيز من غير توجيه أو تفصيل، ومطول يجمع طرقهم وأخبارهم ورواياتهم، ومعظم هذه القراءات ليس منتشرا في العالم الإسلامي اليوم وذلك لعدم وجود مصاحف مطبوعة بهذه القراءات أو لأسباب ما لا مجال للحديث عنها هنا، بالإضافة إلى ذلك، فإن القراءات التي يقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءة نافع برواية ورش في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع أقطار الجزائر، والمغرب الأقصى، السنغال، كذلك، وما يتبعه من البلاد والسودان، وقراءة عاصم برواية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان، وسائر بلاد الإسلام، وهذا ما جعلني أختار هاتين الروايتن، لأقارن بينهما مع التوجيه، راجية من الله أن يكون هذا البحث منهجاً مسهلاً لطلبة العلم فى مجال القراءات، وأن ينفع به المسلمين، وأن يجعله مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، وأن يدخلني في قول نبيه - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إلا من ثَلَاثَةٍ إلا من صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له»(١).
[صعوبات البحث]
لقد بذلت فى هذا البحث جهوداً كبيرة _ يعلمها الله _ وأسأل الله - عز وجل - أن يرزقني فيه الإخلاص فى القول والعمل وأن ينفع به المسلمين، وأن يسهله على كل طالب إنه جواد كريم رؤوف.
(١) - مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري. صحيح مسلم. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. دار إحياء التراث العربي، بيروت (سنة النشر ورقمها غير معروفة). كتاب الوصية، بَاب ما يَلْحَقُ الْإِنْسَانَ من الثَّوَابِ بَعْدَ وَفَاتِهِ رقم الحديث (١٦٣١) ج٣/ص١٢٥٥.