النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان من كل عام يدارسه القرآن، حتى كان العام الذي توفي فيه عارضه القرآن مرتين (١).
٣ - حفظ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في صدره، وكذلك المئات من الصحابة، وكثير منهم تلقوا القرآن مشافهةً عن النبي صلى الله عليه وسلم وحفظوه عن ظهر قلب، وبفضل الله عزوجل يسر حفظ كتابه العزيز على عباده حتى حفظه الألوف من المسلمين في كل عصر من العصور، قال الله عزوجل:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}[سورة القمر:١٥].
[نزول القرآن على سبعة أحرف]
لقد ورد حديث (أُنزل القرآن على سبعة أحرف) من رواية جمع من الصحابة، منهم: أُبيُّ ابن كعب، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن أرقم، وسمرة بن جندب، وسليمان ابن صرد، وابن عباس، وابن مسعود، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب، وعمر بن أبي سلمة، وعمرو بن العاص، ومعاذ بن جبل، وهشام بن حكيم، وأبو سعيد الخدري، وأبو طلحة الأنصاري، وأبو هريرة، وأبو أيوب، وغيرهم من الصحابة -رضوان الله عنهم-، وهو مما تواتر نقله جيلاً بعد جيل.
ومن الأحاديث التي وردت في الأحرُف السبعة:
١ - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، وكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال لي: أرسله، ثم قال له: اقرأ فقرأ، قال:
(١) - القرطبي. محمد بن أحمد الأنصاري. الجامع لأحكام القرآن. القاهرة-مصر، دار الشعب، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ج١/ص٥٧.