للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة النحل]

قوله - عز وجل -: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ} [١٢]

قرأ ورش: {وَالْنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} على أن النجوم معطوفة على ما قبلها، و (مسخرات) حال مؤكدة لعاملها (١)، وقرأ حفص {وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} بالرفع على أنه مبتدأ ومُسَخَّرَاتٌ خبره (٢)، والقراءتان بمعنى واحد.

قوله - عز وجل -: {وَالَّذِينَ تدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [٢٠]

قرأ ورش: {وَالَّذِينَ تدْعُونَ} بالتاء على الخطاب، وقرأ حفص {وَالَّذِينَ يَدْعُون} بالياء على الغيبة (٣). والقراءة بالتاء رداًّ على قوله عز وجل: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} [١٨] وكأن الآية تقول: قل لهم يا محمد {وَالَّذِينَ تدْعُونَ}. وقال أبو علي الفارسي: "لا يجوز أن يكون في الظاهر خطاباً للنبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) - ابن زنجلة. الحجة في القراءات السبع. ج١/ص٢٠٩, والعكبري. التبيان في إعراب القرآن. ج٢/ص٧٩١.
(٢) - هذا أظهر أوجه الإعراب لي، وهو إعراب الجمهور. وهناك أوجه أخرى مبسوطة في كتب النحو.
انظر أبا حيان. البحر المحيط. ج٥/ص٤٦٥, وأبا داود. كتاب المصاحف. ج١/ص١٧٨.
(٣) - أبو عمرو الداني، جامع البيان في القراءات السبع. ج٣/ص١٢٧١.

<<  <   >  >>